الحمد لله.
روى ابن ماجة (3457) ، والحاكم (7442) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (14) ، وأبو نعيم في "الطب النبوي" (177) عن أبي أُبَيِّ بْنَ أُمِّ حَرَامٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (عَلَيْكُمْ بِالسَّنَى، وَالسَّنُّوتِ، فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا السَّامَ) ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: (الْمَوْتُ) " وصححه الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة" (7442) .
وروى الترمذي (2081) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهَا: (بِمَ تَسْتَمْشِينَ؟) ، قَالَتْ: بِالشُّبْرُمِ قَالَ: (حَارٌّ جَارٌّ) ، قَالَتْ: ثُمَّ اسْتَمْشَيْتُ بِالسَّنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ أَنَّ شَيْئًا كَانَ فِيهِ شِفَاءٌ مِنَ المَوْتِ لَكَانَ فِي السَّنَا) . وقال الترمذي " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ " وضعفه الألباني في "ضعيف الترمذي" .
وينظر للتوسع في تخريجه : "مختصر استدراك الذهبي" لابن الملقن (6/2750-2755) .
جاء في "المعجم الوسيط" (1/
457):
" (السنا) : نبات شجيري من الفصيلة القرنية ، زهره مصفر، وحبه مفلطح رَقِيق ، كلوي
الشكل تَقْرِيبًا إِلَى الطول ، يتداوى بورقه وثمره ، وأجوده الْحِجَازِي، وَيعرف
بالسنا الْمَكِّيّ " انتهى .
وقال في "القاموس المحيط" (ص: 1296):
" نَبْتٌ مُسْهِلٌ للصَّفْراءِ والسَّوْداءِ والبَلْغَمِ " انتهى .
وانظر: "تاج العروس" (38/ 313) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
" السَّنَا : نَبْتٌ حِجَازِيٌّ أَفْضَلُهُ الْمَكِّيُّ ، وَهُوَ دَوَاءٌ شَرِيفٌ
مَأْمُونُ الْغَائِلَةِ ، قَرِيبٌ مِنَ الِاعْتِدَالِ، حَارٌّ يَابِسٌ فِي
الدَّرَجَةِ الْأُولَى ، يُسْهِلُ الصَّفْرَاءَ وَالسَّوْدَاءَ ، وَيُقَوِّي جِرْمَ
الْقَلْبِ ، وَهَذِهِ فَضِيلَةٌ شَرِيفَةٌ فِيهِ ، وَخَاصِّيَّتُهُ النَّفْعُ مِنَ
الْوَسْوَاسِ السَّوْدَاوِيِّ ، وَمِنَ الشِّقَاقِ الْعَارِضِ فِي الْبَدَنِ،
وَيَفْتَحُ الْعَضَلَ وَيَنْفَعُ مِنِ انْتِشَارِ الشَّعَرِ، وَمِنَ الْقُمَّلِ
وَالصُّدَاعِ الْعَتِيقِ ، وَالْجَرَبِ وَالْبُثُورِ، وَالْحِكَّةِ وَالصَّرِعِ،
وَشُرْبِ مَائِهِ مَطْبُوخًا أَصْلَحُ مِنْ شُرْبِهِ مَدْقُوقًا، وَمِقْدَارُ
الشَّرْبَةِ مِنْهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ ، وَمِنْ مَائِهِ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ ،
وَإِنْ طُبِخَ مَعَهُ شَيْءٌ مِنْ زَهْرِ الْبَنَفْسَجِ وَالزَّبِيبِ الْأَحْمَرِ
الْمَنْزُوعِ الْعَجَمُ ، كَانَ أَصْلَحَ .
قَالَ الرَّازِيُّ: السَّنَاءُ وَالشَّاهَتْرَجُ يُسَهِّلَانِ الْأَخْلَاطَ
الْمُحْتَرِقَةَ ، وَيَنْفَعَانِ مِنَ الْجَرَبِ وَالْحِكَّةِ ، وَالشَّرْبَةُ مِنْ
كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ أَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ إِلَى سَبْعَةِ دَرَاهِمَ.
وَأَمَّا السَّنُوتُ: فَفِيهِ ثَمَانِيَةُ أَقْوَالٍ: .....
الثامن : أَنَّهُ الْعَسَلُ الَّذِي يَكُونُ فِي زِقَاقِ السَّمْنِ ، حَكَاهُ عبد
اللطيف البغدادي. قَالَ بَعْضُ الْأَطِبَّاءِ: وَهَذَا أَجْدَرُ بِالْمَعْنَى
وَأَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ، أَيْ يُخْلَطُ السَّنَاءُ مَدْقُوقًا بِالْعَسَلِ
الْمُخَالِطِ لِلسَّمْنِ ، ثُمَّ يُلْعَقُ فَيَكُونُ أَصْلَحَ مِنِ اسْتِعْمَالِهِ
مُفْرَدًا لِمَا فِي الْعَسَلِ وَالسَّمْنِ مِنْ إِصْلَاحِ السَّنَا، وَإِعَانَتِهِ
لَهُ عَلَى الْإِسْهَالِ " انتهى من "زاد المعاد" (4/ 6970) .
وفي الطب الحديث تعتمد شركات الأدوية على (السنا) وتنتج كثيراً من مستحضراته ، وقد
ذكروا له فوائد طبية كثيرة ، انظر :
http://www.alriyadh.com/104441
والله تعالى أعلم .
تعليق