الحمد لله.
أطلق كثير من أهل العلماء لقب " الزهراء " على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عنها ، منهم ابن حبان البستي ، والخطيب البغدادي ، وابن عبد البر ، وابن الأثير ، وابن حجر، وغيرهم . ومعناه عندهم : المشرقة البيضاء المستنيرة ، والرجل أزهر والمرأة زهراء .
وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ " .
رواه البخاري (3547) ، ومسلم (2330) .
قال النووي رحمه الله :
" قَوْله : ( أَزْهَر اللَّوْن ) هُوَ الْأَبْيَض الْمُسْتَنِير , وَهِيَ أَحْسَن الْأَلْوَان " انتهى .
وقال الحافظ رحمه الله :
" أي أبيض مشرب بحمرة " انتهى .
وهذا مجرد وصف ومدح ، فالذي أطلق على فاطمة رضي الله عنها هذا اللقب من العلماء أراد أنها كأبيها صلى الله عليه وسلم في الجمال وحسن الصورة .
ولا نعلم دليلا شرعيا على هذا اللقب ، كما لا نعلم أحدا من أصحاب القرون المفضلة أطلق هذا اللقب عليها رضي الله عنها .
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
" فاطمة الزهراء: الزهراء: المرأة المشرقة الوجه ، البيضاء المستنيرة ، ومنه جاء الحديث في سورة البقرة وآل عمران: (الزهراوان) أي: المنيرتان.
ولم أقف على تاريخ لهذا اللقب لدى أهل السنة " .
انتهى من "معجم المناهي اللفظية" (ص 401) .
وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
لماذا لقبت فاطمة رضي الله عنها بالزهراء ؟ وهل لهذا اللقب قصة ؟
فأجاب : " والله ما أعرف شيئا منها ، ولكن هذا مدح ، الزهراء يعني من النور وأن لها نورا " انتهى .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74110
أما ما يذكره الشيعة في سبب ذلك أن وجهها كان يزهر لأمير المؤمنين علي رضي الله
عنه من أول النهار كالشمس الضاحية. وعند الزوال كالقمر المنير، وعند غروب الشمس
كالكوكب الدري.
وكذا ما يذكرونه من كونها كانت لا تحيض : فباطل لا أصل له .
والخلاصة :
وهذا مجرد وصف ومدح ، ولا نعلم دليلا شرعيا على هذا اللقب ، كما لا نعلم أحدا من
أصحاب القرون المفضلة أطلق هذا اللقب عليها رضي الله عنها .
راجع للفائدة جواب السؤال رقم : (11787) .
والله تعالى أعلم .
تعليق