الحمد لله.
لا يشرع ذلك ، لعدم نقله عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولعدم فعل الصحابة والسلف إياه ، فكون الفاتحة تقرأ في كل ركعة في الفرض والنفل ، ومع ذلك لم يُنقل عن أحد من السلف الدعاء في هذا الموضع ؛ فهذا يعني أن فعله من البدعة .
وقد ذكر أهل العلم أنه يسن للقارئ في الصلاة وخارجها إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى الرحمة ، أو بآية عذاب أن يستعيذ به من العذاب , أو بآية تسبيح أن يسبح ، ويستحب ذلك للإمام والمأموم والمنفرد .
ولا نعلم أحدا منهم قال باستحباب الدعاء عند تلاوة قول الله تعالى في الفاتحة : ( إياك نعبد وإياك نستعين) ، فمثل هذا لا يشرع .
وأيضا ففي الحديث نفسه أن المراد بالسؤال في هذا الموطن ، والذي وعده الله عليه : ( ولعبدي ما سأل ) : هو دعاء مخصوص ، وهو المذكور في الآية بعد ذلك : ( اهدنا الصراط المستقيم ) ؛ فإنه قال : ( فَإِذَا قَالَ : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ، فَإِذَا قَالَ : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ، قَالَ : هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ) رواه مسلم (395) .
فالسؤال المشروع في هذا الموطن هو : طلب الهداية إلى الصراط المستقيم ، المذكور في الآية .
قال أبو الوليد الباجي رحمه الله :
" مَعْنَاهُ ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ، أَنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ مُخْتَصَّةٌ بِالْعَبْدِ لِأَنَّهَا دُعَاؤُهُ بِالتَّوْفِيقِ إلَى صِرَاطِ مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ وَالْعِصْمَةِ مِنْ صِرَاطِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ وَقَدْ وَعَدَ رَبُّنَا لِمَنْ قَرَأَ بِذَلِكَ وَسَأَلَ أَنَّ لَهُ مَا سَأَلَ وَاَللَّهُ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ " انتهى من " المنتقى شرح الموطأ " (1/159) .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" يعني : هذا سؤال من عبدي يطلب الهداية ، وله ما سأل " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (8/ 74) .
وينظر للفائدة في جواب السؤال رقم : (7886) لمعرفة الطريقة الصحيحة للدعاء في الصلاة .
والله أعلم .
تعليق