الحمد لله.
قال المحب الطبري رحمه الله في " خلاصة سير سيد البشر " (ص 87) :
" وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض أَسْفَاره ، فَأمر بإصلاح شاة ، فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله عَليّ : ذَبحهَا ، وَقَالَ آخر : عَليّ سلخها ، وَقَالَ آخر : عَليّ طبخها ، فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : ( وَعليّ جمع الْحَطب ) . فَقَالُوا يَا رَسُول الله نَحن نكفيك . فَقَالَ ( قد علمت أَنكُمْ تكفوني ، وَلَكِنِّي أكره أَن أتميز عَلَيْكُم ؛ فَإِن الله يكره من عَبده أَن يرَاهُ متميزا بَين أَصْحَابه ) ، وَقَامَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجمع الْحَطب " .
هكذا ذكره بغير إسناد ، وكذا
ذكره المقريزي في " إمتاع الأسماع " (2/188) ، والصفدي في " الوافي بالوفيات "
(1/71) ، والنويري في " نهاية الأرب " (18/258) ، والحرضي في " بهجة المحافل "
(2/284) ، والقاري في " جمع الوسائل " (2/129) ، والعصامي في " سمط النجوم "
(2/310) ، كلهم بغير إسناد .
وفي " المقاصد الحسنة " برقم (247) : حَدِيث : ( إِنَّ اللَّه يَكْرَهُ الْعَبْدَ
الْمُتَمَيِّزَ عَلَى أَخِيهِ ) : لا أعرفه " انتهى ،
ونقله العجلوني في " كشف الخفاء " برقم (765) ونقل كلام السخاوي عليه ، ومثله :
الحوت في " أسنى المطالب " ص (83) .
والحاصل :
أن هذا الحديث : لا يعرف له إسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا أصل له ، وما
لا أصل له لا تجوز روايته ، ونسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم .
تعليق