الحمد لله.
أولا :
يشترط لصحة النكاح عند جمهور الفقهاء : وجود ولي المرأة ، وهو الأب ، ثم الابن –إن كان لها ابن بالغ – ثم الإخوة – ثم أبناء الإخوة ، ثم الأعمام ، ثم أبناء الأعمام ... وهكذا الأقرب فالأقرب .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ) رواه أبو داود (1102) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
ولا فرق بين كون المرأة صغيرة أو كبيرة ، بكرا أو ثيبا .
وعلى هذا فما تم بينك وبين هذا الرجل ليس زواجا شرعيا ، لأنه تم من غير وجود الولي وموافقته .
ولم تذكري في السؤال أنك كنت معه حين ذهب إلى المحامي وكتب تلك الورقة ، فإن كان كتبها في غيابك فإن هذه الورقة لا قيمة لها ، ووجودها كعدمه ، لأنه لا يمكن لرجل أن يذهب ويعقد على امرأة وهي غير حاضرة ولا راضية .
وقد ذكرت أنك غير مقتنعة بأن هذا حلال .
وقد أصبت في ذلك ، فهذا الرجل ليس زوجا لك فلا يجوز لك أن تمكنيه من نفسك لا بقبلة ولا بغيرها .
وتقبيله إياك وضمك ونحو ذلك ليس من الزنا الذي يستوجب الحد ، ولكنه محرم وقد يجر إلى ما هو أشد وأعظم .
والنصيحة لك أن تطالبيه بتصحيح هذا النكاح وإعلانه ، ولن يضيع أولادك إن شاء الله ، لأن بقاءك بدون زوج مع حاجتك إلى ذلك ووقوعك في الحرام أمر لا يرضاه الله تعالى . فالحرص على الأولاد لا يكون على حساب العفة والفضيلة ، فالنصيحة لك أن تتزوجي بهذا الرجل زواجا شرعيا صحيحا ، فذلك خير لك ولأولادك من الوقوع في الحرام .
وأخيرا .
نحذرك أن تكوني ضحية تلاعب ذلك الرجل وخداعه ، فقد خدع بمثل هذه الورقة قبلك كثير من النساء ، ثم لما أخذ ذلك الذئب منها ما يريد مزق تلك الورقة وكأن شيئا لم يكن .
فإما زواج صحيح ، وإما مفارقة تامة لهذا الرجل وابتعاد عنه .
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير ، وأن يحفظك من الشرور والفتن .
والله تعالى أعلم .
تعليق