الحمد لله.
أولا :
إذا أخطأ الإنسان في التصرف فلا يلومن إلا نفسه ، ولا يجوز له أن يبحث عن أي مبرر أو شماعة يعلق عليها أخطاءه .
وأعظم من هذا أن يوجه اتهامه إلى الله سبحانه وتعالى .
فهذا الذنب أعظم من مجرد العقوق ، مع أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر ، فيجب عليك التوبة أولا من سوء الأدب مع الله تعالى ، ثم بعد ذلك ننظر في تصرفك مع والديك .
ثانيا :
حق الوالدين عظيم جدا على الإنسان ، وعقوقهما من أعظم الذنوب : ولذلك يجب على
المسلم أن يحذر من إغضاب والديه ؛ فإن غضب الرب في غضب الوالدين .
وحتى تحسني معاملتك مع
والديك فعليك أن تتجنبي أي شيء يكون سببا في إغضابهم ، ككثرة الكلام والجدال ورفع
الصوت ، والحدة معهم ، أو الدخول معهم في أي نقاش ... إلخ .
فعليك قبل أن تتصرفي أي تصرف أن تسألي نفسك أولا : هل هذا التصرف يغضبهم أم لا ؟
فإن كان يغضبهم فعليك تجنبه ( سواء كان فعلا أم قولا ) .
وقد يكون سبب ذلك : نصحك لهم بطريقة هم يرون أنها غير مهذبة ، أو فيها شيء من التعالي عليهم ، ولذلك فهم يثورون عليك كما تقولين ، ولذلك فالأفضل لك أن تكفي عن نصحهم ، ما دمت لا تستطيعين نصحهم بطريقة مناسبة ، أو ترين أن نصحهم يأتي بنتائج عكسية .
ثالثا :
قد يكون رأيك في والديك ونظرتهم تجاهك التي ذكرتيها في السؤال ليست هي الحقيقة ،
وإنما ذلك من خداع الشيطان ، يخدعك بتلك النظرة حتى يفسد الود بينك وبينهم ، وقد
حصل ذلك ، كما تذكرين في سؤالك !!
ونحن لا نظن أن أبا أو أما يكره أولاده ، إلا إن الولد قد يسيء التصرف ، فيكرهون
فعله وتصرفه ، وقد يحتدون عليه لعله ينتبه لخطئه ويرجع .
فالذي ننصحك به هو تجنب أي شيء يغضبهم ، وسوف ترين ، إن فعلت ذلك ، أن البر شيء هين
على النفس ، وليس صعبا لو تفكر الإنسان وتعقل في الأمور .
نسأل الله تعالى لك التوفيق والهداية .
والله أعلم .
تعليق