الحمد لله.
أولا :
من كان به سلس البول ، أو انفلات الريح دائم ، فإنه من أصحاب الأعذار ، إذا حضرت صلاة الجمعة فإنه يتوضأ قبل صعود الخطيب المنبر ، بحيث يتمكن من سماع الخطبة وأداء الصلاة ، ولا يضره ما خرج منه بعد ذلك ، ولا ينتظر حتى ينقطع نزول البول ، إذا أدى ذلك إلى فوات الصلاة .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
أنا شخص مصاب بالغازات وكثرة الرياح ولا أستطيع أن أتوضأ إلا عند دخول الوقت فهل إذا خرج مني ريح وأنا أثناء الصلاة ما حكم صلاتي ؟ علما بأنني أخذت بعض العلاجات ولكن دون جدوى وهل يجوز لي مثل الجمعة أن أتوضأ مثلا قبل الصلاة بساعة أو ساعتين بغية الأجر والمثوبة أفيدوني ؟
فأجابوا :
" إذا كان حالك ما ذكر وأن الغازات مستمرة معك فعليك الوضوء لكل صلاة بعد دخول الوقت ولا يضرك ما يخرج منك بعد ذلك . وأما الجمعة فتتوضأ لها قبل دخول الخطيب في الوقت الذي يمكنك من سماع الخطبة وأداء الصلاة " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (5/ 452-453) .
ومن كان به سلس بول متقطع ، وكان لا ينقطع إلا بعد فوات صلاة الجمعة فإنه يصلي الجمعة ويكون معذورا ؛ لأن صلاة الجمعة تفوت بفواتها مع الإمام ولا يمكن تأخيرها ، كما يمكن تأخير صلاة الظهر .
ثانيا :
تقدم في جواب السؤال رقم : (67911) أن آخر وقت صلاة العصر اصفرار الشمس ، ويمتد وقتها في حق المضطر كالمريض ونحوه إلى أن تغرب الشمس .
وصاحب السلس مريض صاحب عذر ، فيجوز له تأخير صلاة العصر إلى اصفرار الشمس إذا لم ينقطع البول قبل ذلك .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" لا يجوز تأخير صلاة العصر إلى اصفرار الشمس إلا لعذر " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (8/ 2) بترقيم الشاملة .
والله تعالى أعلم .
تعليق