الحمد لله.
نسأل الله سبحانه أن يرزقك الصبر والثبات على وفاة ابنك وأن يجعله ذخرا لك يوم القيامة , ونسأله سبحانه أن يتقبل توبتك .
وأما بخصوص الولادة المبكرة وما ترتب عليها من موت الطفل , فالذي يظهر - والعلم عند الله - أنه لا يترتب عليك بسببها شيء من إثم أو كفارة أو دية , وذلك لأنه لم يكن منك سبب مباشر ولا متيقن أدى إلى هذه النتيجة بل مجرد ظنون منك أن يكون فعلك السابق قد تسبب في هذا , ومعلوم أن الأصل براءة الذمة من التبعات والعقوبات والكفارات , ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بيقين , قال ابن حزم " فإن شكّت أمات من فعلها – أي الأم - أم من غير فعلها ؟ فلا دية في ذلك ، ولا كفارة ؛ لأننا على يقين من براءتها من دمه ، ثم على شك أمات من فعلها أم لا ؟ والأموال محرمة إلا بيقين ، والكفارة إيجاب شرع ، والشرع لا يجب إلا بنص أو إجماع ، فلا يحل أن تُلزم غرامة ، ولا صياما ، ولا أن تلزم عاقلتها (العصبة) دية بالظن الكاذب ، وبالله " تعالى التوفيق " انتهى من " المحلى " لابن حزم (11/116) .
فلا داعي للقلق ولا الحزن ولا الإحساس بالذنب فإن وفاة الطفل إنما كانت بإذن الله وإرادته سبحانه ، قال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ) آل عمران / 145، وقال تعالى : ( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ) الرعد / 38 , ونوصيك بالصبر والاحتساب ، والدعاء بأن يخلف الله عليك خيراً مما فاتك ، ونسأل الله تعالى لك التوفيق وأن يرزقك الذرية الصالحة .
والله أعلم .
تعليق