الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

ترغب في الزواج بشاب ملتزم ، وأهلها يرون أنها مازالت صغيرة

220595

تاريخ النشر : 29-09-2014

المشاهدات : 13484

السؤال


طلبت من عمتي أن تخطبني لأحد أقاربها فهو شاب ملتزم ومتدين وسيكون زوجاً مناسباً لي ولكن المشكلة تكمن فيما لو حصل هذا الأمر بشكل رسمي أنّ يرفض أهلي ذلك بسبب عدم وجود صلة قوية بين العائلتين بل وقد يصل الأمر إلى أن يتهموهم بالتخطيط للأمر وخداعي للزواج مما سيجلب العار لهم وهو ما لا أريد أن يحصل بالطبع ، وبالرغم من رغبتي بالزواج من هذا الشاب إلا أنني أخشى من النزاع الذي سيجلبه هذا الزواج بين العائلتين مع العلم أنني أكملت الصف 12 ( الثانوية ) ولكن عمتي وأهلي يعتقدون أنه يجب علي أن أكمل تعليمي وأنني لا استطيع تحمل مسؤوليات الزواج في هذا السن ، فما نصيحتكم لي حيث سأبدأ الدراسة في الكلية بعد بضعة أيام .

الجواب

الحمد لله.


أولا :
نهنئك على حكمتك ؛ وذلك بطلبك الاستشارة قبل الإقدام على العمل ، والمسلم مطالب قبل أي عمل أن يتعرف على أحكامه ، وخاصة إذا كان هذا العمل من الأعمال المهمة في حياة الإنسان ، ولها تبعات قد تلازمه إلى آخر عمره كما هو شأن الزواج .

قال الإمام النّووي رحمه الله تعالى :
" قال الله تعالى : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ) والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة مشهورة ، وتغني هذه الآية الكريمة عن كل شئ ، فإنه إذا أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه نصا جليا نبيه صلى الله عليه وسلم بالمشاورة مع أنه أكمل الخلق ، فما الظن بغيره !
واعلم أنه يستحب لمن همّ بأمر أن يشاور فيه من يثق بدينه وخبرته وحذقه ونصيحته وورعه وشفقته " انتهى من " الأذكار " (ص/277) .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى :
" المشاور لا يكاد يخطئ في فعله ، وإن أخطأ أو لم يتم له مطلوب ، فليس بملوم ، فإذا كان الله يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم : وهو أكمل الناس عقلا ، وأغزرهم علما ، وأفضلهم رأيا : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ) فكيف بغيره ؟! " انتهى من " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " (ص/154) .

وينظر أيضا للفائدة الكلام عن صلاة الاستخارة في جواب السؤال : (11981) .

ثانيا :
عليك ألا تقدمي على أي زواج دون علم والديك ، لأن الولي وهو هنا والدك شرط في صحة عقد الزواج ، وللفائدة راجعي الفتوى رقم : (20213) ، ولأن الزواج بغير علمهما سيجلب عليك من المشاكل ما يصعب حله وتقعين في الشقاء من حيث أردت السعادة ، وللعبرة والعظة طالعي سؤال الفتوى رقم : (201951 ) ، والسعيد من وعظ بغيره .

ثالثا :
ما دمت خائفة من وقوع مشاكل بين العائلتين إذا أقدم أهل الشاب على خطبتك ، فالذي نراه لك : أن تقتصر هذه المحاولة ، على كلام عمتك لهذا الشاب وأهله ، ومعرفة مدى رغبتهم فيك وفي أسرتك ، ولو تلميحا ، دون ذكر لأي دور لك في ذلك بالطبع ، فإن آنست منهم رغبة وحرصا ، فسيكون دورها بعد ذلك في إقناع أهلك بقبول هذا الشاب مدى تقدم لك .
فإن وافق ذلك قبولا لدى أسرتك ، أو تمكنت عمتك من إقناعهم ، فبها ونعمت ، والحمد لله ؛ وإلا فالواجب أن يقتصر الأمر على ذلك ، وينتهي ، وليست هذه بأول ولا آخر تجربة مشابهة ، ولا يكتب لها التوفيق ، واطوي عنك هذه الصفحة بالكلية ، وليكن هذا آخر عهدك بالشاب ، والتفكير فيه ، لا يستهوينك الشيطان ، ولا يجرنك إليه بحبال الأوهام ، فتضيعي عمرك وشبابك في أحزان لا وجه لها ، وأوهام لا طائل من ورائها ، وأنت ما زلت في مقتبل شبابك ، صغيرة السن ، والرجاء في كرم الله وفضله ، أنك إذا أطعت والديك ، ولم تدخليهم في حلقة المشكلات ، والمنغصات ، أن يبدلك الله خيرا منه ، ويرزقك من فضله : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق/2-3 .

نسأل الله تعالى أن يهديك لما فيه الخير .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب