الحمد لله.
أولا :
تأخير الحمل فترة من الزمن لمصلحة يراها الزوجان أمر جائز لا حرج فيه , جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة - 1 " (19 / 297): " أما إذا كان منع الحمل لضرورة محققة ، ككون المرأة لا تلد ولادة عادية ، وتضطر معها إلى إجراء عملية جراحية لإخراج الولد ، أو كان تأخيره لفترة ما لمصلحة يراها الزوجان- فإنه لا مانع حينئذ من منع الحمل أو تأخيره , عملا بما جاء في الأحاديث الصحيحة ، وما روي عن جمع من الصحابة -رضوان الله عليهم- من جواز العزل ، وتمشيا مع ما صرح به بعض الفقهاء من جواز شرب الدواء لإلقاء النطفة قبل الأربعين ، بل قد يتعين منع الحمل في حالة ثبوت الضرورة المحققة " انتهى.
وعلى هذا فلا حرج في تأجيل الحمل في بداية الزواج لأجل إتمام الدراسة ، إذا اتفق على الزوجان .
ثانيا:
إذا ثبت جواز تأخير الحمل لفترة من الزمن لأجل الدراسة أو لغير ذلك من المصالح ,
فيجوز لأحد الزوجين اشتراطه , والطرف الآخر بالخيار ما بين قبول الشرط , وبين رفضه
وعدم قبوله ، ولو أدى ذلك إلى ترك الزواج من هذه الفتاة .
فإذا قبله ، وجب عليه الوفاء به ، لما جاء عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج ) .
أخرجه البخاري ( 2572 ) ، ومسلم ( 1418) .
والنصيحة لك أن تحاول إقناع زوجتك بأن حصول الأولاد مقصد أساسي من مقاصد النكاح ، وهو مطلوب شرعا ، وهو مقدم على التعجيل بالانتهاء من الدراسة ، وتتعهد لها بمساعدتها على إتمام دراستها ، فإن لم تقبل فإننا لا نرى مانعا من موافقتها على هذا الشرط .
ونسأل الله تعالى أن يوفقكما
إلى كل خير .
والله أعلم.
تعليق