الحمد لله.
أولا :
كرم الله الإنسان وصانه حيا وميتا ، فقال تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ ) الإسراء/70 ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا ) رواه أحمد (24730) ، وأبو داود (3207) ، وابن ماجه (1616) من حديث عائشة رضي الله عنها ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود "، قال ابن حجر في " فتح الباري " (9 / 113): " وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ حُرْمَةَ الْمُؤْمِنِ بَعْدَ مَوْتِهِ ، بَاقِيَةٌ كَمَا كَانَتْ فِي حَيَاتِه " انتهى.
جاء في فتاوى" اللجنة الدائمة-1 " (24 / 423) : " النظر إلى عورته ميتا كالنظر في عورته حيا " انتهى.
وقد سبق بيان ذلك مفصلاً في جواب السؤال رقم : (127274) .
من هنا لا يجوز النظر إلى وجه المرأة المسلمة الميتة إلا من النساء أو محارمها الرجال , ولا يجوز هذا للأجانب , هذا من حيث الأصل .
وينظر : "بداية المجتهد" لابن رشد (1/241) ، "المغني" لابن قدامة (2/374، 391) .
ثانيا :
أما بخصوص المسألة الواردة في السؤال , فالذي يظهر أنه لا حرج من النظر إلى وجه المتوفاة ولو من الرجال الأجانب , لأنها كبيرة في السن قد تجاوزت الثمانين سنة , والمرأة الكبيرة يجوز النظر إلى وجهها حال الحياة , كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (111940) ، فلا حرج في النظر إليها أيضا حال الموت ، وإن كان الأولى ترك النظر لغير النساء والمحارم , فقد نص الفقهاء على استحباب أن يغطى نعش المرأة بثوب ليكون أبلغ في سترها , كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (171744) .
وإذا قدر أن هذه المرأة كانت صغيرة في السن ، وأنه لا يحل للأجانب أن ينظروا إلى وجهها ، فالخطاب بذلك إنما يتوجه للأحياء الذين ينظرون ، أو يمكنون الأجانب من النظر إليها ؛ وأما هي فقد ماتت ، وانقطع عملها ، فلا يلحقها شيء من إثم ذلك .
والله أعلم.
تعليق