الحمد لله.
بر الوالدين والإحسان إليهما والنفقة عليهما من أفضل الطاعات والأعمال الصالحة ، وهو باب من أبواب الجنة لاسيما مع كبرهما ومرضهما ، بل الإنفاق عليهما في هذه الحالة ليس مجرد إحسان يفعله الولد ، بل هو أمر واجب عليه ، فيجب على الولد (الذكر أو الأنثى) إذا كان غنيا: أن ينفق على أبويه الفقيرين المحتاجين .
وقد سبق بيان ذلك بأدلته في الفتوى رقم : (111892) .
وقد ذكرت أن زوجك يعلم ظروف أسرتك ، وأنك أنت التي تقومين بالنفقة عليها .
وبناء على هذا ؛ فلا نرى أنه يحق له أن يأمرك بترك العمل الذي تزوجك وأنت تعملين
فيه ، والسفر إليه ، لأن ذلك سيوقع ضررا بالغا بوالديك .
قال البهوتي في "الروض المربع" :
" (وله منعها من إجارة نفسها) لأَنه يفوت بها حقه، فلا تصح إجارتها نفسها إلا بإذنه
؛ وإن أَجرت نفسها قبل النكاح صحت ولزمت " .
قال ابن قاسم في "حاشيته" :
" أي صحت الإجارة ، ولزم عقدها، ولم يملك الزوج فسخها، لأن منافعها ملكت بعقد سابق
على نكاحه" انتهى من "الروض المربع ، مع حاشية ابن قاسم" (6/444) ، وينظر أيضا : "
مطالب أولي النهى" (5/272) .
والذي ننصح به زوجك أن يصبر ، ويكون عونا لك على برك بوالديك ، وإحسانك إليهما ، وننصحك أيضا بالبحث الجاد عن عمل في مدينة زوجك ، حتى يمكنك الانتقال إليه ومساعدة والديك بما يحتاجان إليه من مال .
وليضع زوجك نفسه مكان والديك ، ولينظر كيف يحب أن يكون تصرف زوج ابنته ؟ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نعامل الناس بمثل ما نحب أن يعاملونا به .
وينبغي أن تتلطفي مع زوجك ووالديك حتى تتمكني من القيام بحقهم جميعا ، وأن لا
ترضي أحدا على حساب تضييع حق الطرف الآخر .
نسال الله تعالى أن يوفقك لكل خير وأن ييسر لك أمرك .
والله أعلم .
تعليق