السبت 27 جمادى الآخرة 1446 - 28 ديسمبر 2024
العربية

يشكو من خروج زوجته من بيته بغير إذنه

223292

تاريخ النشر : 15-02-2015

المشاهدات : 44736

السؤال


أنا متزوج منذ ثلا سنين تقريبا ، ولي من زوجتي ابنان ولله الحمد والمنة , مشكلتي تكمن في خروج زوجتي من بيتي بدون أذني ، وبدون عذر شرعي ، فزوجتي هداها الله سريعة الغضب وعنيدة ، ودائما في مشاكل ، وفي أتفه المواضيع لابد من النقاش والجدال الحاد ، ولا توافقني ولا تطيعني إلا بصعوبة . المشكلة أنها قبل عام كان بيننا مشاكل على أسلوب تربيتها للولد ، وزعلت مني 3 أيام ، وفي اليوم الثالث رجعت لمنزلي من العمل ، وتفاجأت أني لم أجدها في البيت ، لقد خرجت من بيتي مع ابني ، وذهبت إلى بيت أبيها بدون استئذان مني. الجيد في الأمر أن أباها متفهم ورجل حكيم ، وانحلت المشكلة ولله الحمد ، رغم أن الموضوع أثر في نفسي ، ولقد وعدتني أنها لن تخرج مهما حصل من البيت إلا بإذني, ولكنها للأسف عادت الكرة مرة أخرى في رمضان الماضي ، قبل شهرين تقريبا ، وخرجت من بيتي بدون إذني ، وذهبت إلى عند أهلها بسبب زعلها ، لأنها تريد قضاء آخر أيام حملها عند أهلها ، ولم أوافقها على ذلك , وحدثت مشكلة كبيرة وأردت أن أطلقها ، لكن والدها نصحني ووجهني ، وقال لي أن أرجعها ، وأن أخبرها : إن عادت مرة أخرى فلن تعود إلى بيتي أبدا ، بمعنى أن أطلقها, ما الحل جزاكم الله خيرا ؟

الجواب

الحمد لله.


نسأل الله أن يؤلف بين قلبك وقلب زوجتك ، ويصلح ذات بينكما .
والوصية لك بالتالي:
أولا:
البيوت لا تخلو من بعض المشكلات والمنغصات ، والزوج الحكيم هو الذي يتغلب عليها مهما بلغت ذروتها ، والزوجة المسلمة العاقلة مأمورة بلزوم بيت زوجها ، ولا تخرج منه بغير إذنه سواء كانت هناك مشكلة أو لم تكن ، فإذا خرجت وجب عليها الرجوع ، وعلى وليها نصحها وإرجاعها إلى بيتها .
ثانيا:
الصبر وكظم الغيظ والعفو عن المسيء من خلق الكرام ، لا سيما مع الأهل والأولاد ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي) رواه الترمذي (3895) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1174) .
والحمد لله أن والد زوجتك رجل متفهم وحكيم كما ذكرت ، فحاول معه في علاج سرعة غضب زوجتك وخروجها من البيت ، وقف معه على مكامن المشكلة ، وغَيّر أسلوب تعاملك معها ، فلك منها طفلان ، والرجل العاقل المتبصر بالعواقب يسعى لجمع الشمل ، وحل مشاكله في جو من الألفة والمودة ، وحفظ المعروف والعشرة ، وإظهار الحرص على زوجته ، والرأفة بها ، والبعد كل البعد عن كل ما من شأنه إيغار الصدور ، وإلقاء العداوة في القلوب .
ثالثا:
من خلال ما ذكرت يظهر أن زوجتك لا تخرج من البيت بدون إذنك دائما ، فمنذ زواجك بها لم تخرج إلا مرتين فقط ، وفي إحداهما كانت حاملًا ومتعبة ، وهذا لا يبرر لها الخروج بدون إذنك ، إلا أنه يدل على أن خطأها ليس بالخطأ الفادح الذي يستعصي على الحل ، بل حله يسير إن شاء الله تعالى .
فحاول رأب الصدع بينك وبينها ، واصبر على أذاها ، وتحمل ما يصدر منها من أخطاء ، محتسبا الأجر عند الله ، وصَبِّر نفسك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يَفرَك - أي: لا يكره - مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا، رضِيَ منها آخر) رواه مسلم (1469) .
واعلم أن زواجك بالثانية ليس هو حلا لمشكلتك ، فإن الزواج الذي يلجأ إليه الزوج ، من باب ردود الأفعال ، والمغاضبة للزوجة الأولى ، عادة ما يكون متسرعا في أصل قراره ، وفي اختياره ، ثم يكون هو مشكلة أيضا ، قبل أن يكون حلا .
وكذلك الطلاق لا ينبغي أن يُصار إليه لما فيه من آثار سلبية على الأبناء ، فإياك إياك أن تفكر فيه ، ما دام لدوام العشرة بينكما فرصة معقولة ، وهو ما نراه حاصلا في حالتك .
فننصحك بالتريث ، والتحلِّي بالصبر الجميل ، وأن تجلس مع زوجتك وأم أطفالك وتتحاور معها بهدوء وبدون عصبية لحل مشاكلكما .

وإذا حاولت مرارا ، ولم يتيسر التفاهم بينكما ، أو الوصول إلى حل مرض للطرفين ، وهو ما لا نرجوه ، ولا نظنه إن شاء الله = نقول : إذا تعقدت الأمور ، وكان لابد من أحد الخيارين ، فليكن الزواج الثاني ، وأما الطلاق فهو الكي المحرق ، والكي : آخر الدواء .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب