الحمد لله.
أولا :
أما بالنسبة لهذه الفتاة ، فالأمر واضح ومحسوم : لا يحل لها أن تزوج نفسها ، ولا يحل لها أن يتولى نكاحها سوى وليها الشرعي ، فإذا كان والدها حيا ، فالواجب أن يتولى هو نكاحها ، وإن لم يكن حيا ، تولاها أخوها ، أو أقرب عصبتها إليها ؛ وأما أن تزوج نفسها من غير وليها الشرعي : فهو نكاح باطل ، لا يحل الإقدام عليه .
ثانيا :
أما بالنسبة لك : فنعم ، الرجل ولي نفسه ، ولا يشترط لصحة النكاح أن يوافق أهله وأسرته ؛ لكن : متى كان أهل البيوت المحترمة يتزوجون هكذا ؟! ومتى كان أولياء البنت : يقبلون شخصا ليزوجوه ابنتهم من غير حضور أهله ، ومن غير رضاهم بذلك ؟
إن العاقل : لا يبني قصرا ، ويهدم مصرا ، ولا يقدم على زواج يدخله في دوامة من المشكلات ، وقطيعة الأرحام ، وغضب الوالدين .
فالنصيحة لك : ألا تقدم على زواج من غير قبول أسرتك ، وموافقتهم ، وحضورهم ؛ فإن تبعات ذلك الاجتماعية والنفسية : لا قبل لك بها .
فإذا تمكنت من إقناع أهلك ، والصبر عليهم حتى يوافقوا ويقبلوا بزواجك : فافعل .
وإن عجزت عن ذلك ، فاصرف نظرك عن هذه الفتاة ، والنساء سواها كثير ، ومن ترك شيئا لله ، أبدله الله خيرا منه .
وإن كانت نفسك قد تعلقت بها ، وعز عليك تركها : فاشرح ظروفك لأسرتها ، فإن قبلوا أن يزوجوك ، وأنت بهذه الحال ، من غير أهلك ؛ فزواجك في هذه الحال ، بموافقة أهلها ، وتوليهم عقد النكاح : صحيح ، لا شيء فيه . مع أننا لا ننصحك به ، إلا إذا خفت على نفسك العنت .
يسر الله لك ، وأغناك من فضله .
والله أعلم .
تعليق