الحمد لله.
أولا :
قول زوجك لك عندما تطلبين منه الطلاق (لو تريدين نتفارق ما صار شيء) لا يترتب عليه شيء لأنه كأنه يقول لك : إن كنت تريدين الطلاق فسأطلقك , وهذا وعد بالطلاق إن رغبت أنت فيه والوعد بالطلاق لا يترتب عليه شيء , كما سبق بيانه في الفتوى رقم: (148245).
والنصيحة لك في هذا المقام أن تصبري على زوجك وأن تتوافقي وتتطاوعي معه وتتركي العناد فإن حق الزوج على زوجته عظيم كما بيناه في الفتوى رقم(43252).
ثانيا :
اعلمي أنه إن كانت أمك قد كابدت ظروفا صعبة قاسية في الحياة فليس معنى هذا أنك ستلاقين ما لاقت , كلا ، فكلٌّ له قَدَرُه ونصيبه الذي أراده الله تعالى له , وليس بالعناد والعنف تثبتين ذاتك وتأخذين المنزلة عند زوجك , بل بالرفق والتلطف تبلغين - إن شاء الله - ما تريدين , فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْج النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ ) رواه البخاري (6024) . وروى مسلم (2592) عَنْ جَرِيرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ ، يُحْرَمِ الْخَيْرَ ) , وعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شيء إِلاَّ زَانَهُ ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شيء إِلاَّ شَانَهُ ) رواه مسلم (2594) .وعَنْ عَائِشَةَ : أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ ) .رواه الإمام أحمد في مسنده (24427) ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع الصغير " رقم (303) . .
فدعي العناد وتحلي بالرفق حتى يعم الخير حياتك .
وفقك الله لك خير .
والله أعلم.
تعليق