الحمد لله.
لا شك أن القصة المذكورة فيها من المبالغة غير المحمودة الشيء الكثير ، فمغفرة الذنوب كافة ، لن يتعاظمها مغفرة قشة واحدة !!
هذا إذا كانت القشة ، وأمثالها من الشيء الحقير الذي لا قيمة له : مما يتعلق به حق أو حساب.
هذا مع أن القصة منام ، لا يترتب عليه عمل ، ولا حكم .
وإنما الواجب على العبد أن يحذر أن تتعلق في ذمته أو رقبته حقوق العباد ، فهذا من الدواوين التي لا يغفرها الله لأهلها : حقوق العباد .
ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم أن يموت أحدنا وعنده مظلمة لأخيه ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ ) رواه البخاري (6534).
وقال صلى الله عليه وسلم : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ ) رواه البخاري (6783) ومسلم (1687).
وأما ما ذكرت من خوفك مما يعلق بيدك ، فليس هذا إلا من وساوس الشياطين ، والتنطع في الدين ؛ إلا أن تكون يدك مثل الخطاف ، تخطف حقوق الناس وأموالهم ؟!
والله أعلم .
تعليق