الحمد لله.
لا شك أن هذا الذي تذكرينه من البلاء الشديد ، ومن الفتن التي قد تعصف بالبيت المستقر الآمن ، ولذلك يجب عليك أن تتعاملي مع هذه القضية بالحكمة والتعقل ، ولا ينبغي أن تنهاري أمامها ، أو تتصرفي التصرف الذي يعقبه الندم .
وهذه النزوات السخيفة قد تكون أمورا عارضة ، تملكته زمنا لغفلة أصابته ، قد لا يحتاج معها إلا إلى التذكير .
وحيث إنك تذكرين أنه رجل طيب العشرة ، حسن الخلق ، معك ومع أولادك ، فالواجب استثمار هذه الأخلاق الحسنة ، لتصده عن هذا البلاء ، وترده إلى عقله ورشده .
والنصيحة لك بما يلي :
- اقتربي منه أكثر ، وتعاملي معه بصورة طيبة ، وكأنه لم يفعل شيئا .
- تجملي له في البيت وتزيني وتطيبي ، فإن الحلال الطيب يمنع الحرام الخبيث .
- أكثري من التضرع والدعاء إلى الله ليهديه ويصرف عنه السوء .
- لا تجعلي من هذا الأمر فرقانا يحول بينك وبينه ، أو يقلل من حبك واحترامك له ، ولكن اجعلي منه سببا لشدة اقترابك منه وحرصك عليه ، فلا شك أنه حبيب إليك ، تحبين له الخير ، وتكرهين له الشر ، وهو الآن في أشد الحاجة إلى المزيد من محبتك له وقربك منه ، فلا تتركيه عرضة للفتن ونهبة للشيطان .
- ذكريه بالله وخوفيه العقوبة وسوء عاقبة الجناية من حيث لا يشعر أنك تعلمين شيئا ، وذلك عن طريق الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، وإذا كنت تعلمين أن الموعظة المباشرة منك له : ربما لا تكون مناسبة ، أو لن تقع موقعها منه ، فاستعيني في سبيل ذلك بالمقاطع المؤثرة ، فحاولي أن تدليه عليها ، أو تضعيها له على جهازه ، أو ترسليها له في رسالة ، أو نحو ذلك .
واستعيني أيضا بالكتيبات الشرعية ، التي تحث على تقوى الله ، والبعد عن المعاصي وأسباب الفتن ، وخاصة فتنة النساء .
- وذكريه بأولاده وبناته ، وأن صلاح الابن والبنت فرع على صلاح الأب والأم ، وكم من رجل ابتلي في أولاده بما جناه على نفسه ، وأن الله عز وجل يصلح للعبد في ذريته ، بصلاحه وحسن تربيته .
- وذكريه بالله ، كيف أنه يفضح أقواما يوم القيامة على رءوس الأشهاد ، وربما فضحهم في الدنيا أيضا ، وذلك لهتكهم ستر الله ، وتعديهم حدود الله ، واجترائهم على محارم الله .
- وأعلميه أن من هذه الأمة من يأتي يوم القيامة بحسنات كأمثال الجبال ، فيجعلها الله هباء منثورا ؛ لانتهاكهم حرمات الله في السر ، كما روى ابن ماجة (4245) عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: ( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا ) ، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ ، قَالَ: ( أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ) وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجة " .
- وأعلميه أن من الخزي أن يستحي العبد من الناس ولا يستحي من الله ، حين ينفرد بنفسه فيقبل على معصية الله ، غير مبال بنظر الله إليه ؛ كما قال تعالى : ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ) النساء/ 108 .
وكلما وجدت مدخلا للنصح فانصحيه وذكريه ، من حيث لا يشعر أنك تعلمين شيئا ، فإن لم يستجب لذلك ، ولم يؤثر فيه النصح ، فأعلميه بما تعلمين ، وأخبريه بما اطلعت عليه ، وذكريه ثانية بالله ، وخوفيه العقوبة في الدنيا والآخرة ، وأخبريه أن باب التوبة مفتوح أمام العاصين ، وأن الله تعالى واسع المغفرة ، يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، وأن كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون .
كل ذلك في جو من المصارحة الرقيقة ، والمعاتبة الحانية ، بلا تأنيب ولا تثريب .
وإنا لنرجو من الله البر الرحيم : أن يرد زوجك إلى طاعته وهدايته ، ويصرفه عن سبل الشيطان وغوايته ، وأن يصلحه لك ، ويصلحك له .
وانظري للفائدة إجابة السؤال رقم : (150638) ، والسؤال رقم : (170662) .
والله أعلم .
تعليق