الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

طفلها الرضيع يريد منها أن تحمله دائما، وأبوه يغضب بسبب ذلك ويضربه

224792

تاريخ النشر : 03-02-2015

المشاهدات : 18787

السؤال


كيف أتعامل مع زوجي ؟ أنا عندي طفل عمره 5 شهور ، منذ ولادته وهو يبكى دائما ، ويريدني أن أحمله وأكون بجواره طوال الوقت ، وزوجي كلما يراه يبكى ، يتعصب على الولد ويضربه على وجهه ، ويقول لي بأسلوب سيئ : أنت عودتيه على أنك تحمليه ، وأنا أقول له : مازال صغيرا ، لما يكبر سأتركه يبكي ، ولن أحمله ، وكل مرة تكون فيه مشاجرة بسبب هذا الموضوع ، وتطور الوضع إلى أنه قال لي : المرة القادمة سأضربك أنت ، وبقوة ، وأنت لا تعرفي تربي ، وتركني ولا يتكلم معي حتى الآن . كيف أتعامل معه ؟ لقد مللت الإهانة ، وأنا الآن لا أتكلم معه ، أريده أن يعرف أنه غلط في حقي ، فهو دائما يرى نفسه على الصواب .

الجواب

الحمد لله.


أولا :
من المتوقع أن تقع بعض المشكلات بين الزوجين في الشهور الأولى للزواج ، ثم ينبغي أن تقل هذه المشكلات تدريجيا ، حتى تتلاشى ، وذلك يحتاج إلى تعقل وتحمل وصبر من الطرفين .
ثانيا :
أما بخصوص ما تذكرينه عن زوجك فإن عليه أن يتحلى بمزيد من الصبر ، وليعتبر هذا من أنواع الابتلاء التي يبتلي الله بها العباد ، فمن صبر ورضي كُفِّرت عنه خطاياه ، وزاده الله من فضله أجرا عظيما ، كما قال تعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزمر/10،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ) حسنه الألباني في " صحيح الترمذي " ( 2396 ) .
وليعلم الزوج أن طبائع الأطفال مختلفة ، فمنهم من يكون كما ذكر في السؤال ، ومنهم من يكون أشد من هذا ، ومنهم من يكون دون هذا ، فعلى المؤمن أن يرضى بما قدره الله عليه ، ولينظر إلى نعمة الله عليه في هذا الولد ، فهناك الكثيرون قد حرموا هذه النعمة .
ولينظر أيضا إلى عاقبة صبره على ما يلاقيه من أذى أو تعب فإن ذلك – كما سبق – يكفر عنه سيئاته ، ويعظم له أجره .
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم – وهو قدوتنا – يتحمل أذى الأطفال ، كما كان يتحمل أذى الكبار أيضا ، فقد جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بطفلها الرضيع ، فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره ، فبال ذلك الطفل في حجره صلى الله عليه وسلم ، فلا عنفه الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا عنف أمه ، ولا أظهر شيئا من الغضب أو الكراهية ، بل تحمل ذلك صلى الله عليه وسلم ، ودعا بماء فرشه على موضع البول من ثيابه . رواه البخاري (221) ، ومسلم (286) .
وتحمل أذى الأولاد والصبر على تربيتهم فيه ثواب عظيم ، وتكفير للسيئات ، حتى قال بعض السلف : من الذنوب ما لا يكفرها إلا الغم بالعيال .
وقد رؤي بشر بن الحارث الحافي بعد موته في المنام ، وأخبر أن الله قد غفر له ، وأن منزلة أبي نصر التمار [ كان أحد رواة الحديث ، وكان فقيها عابدا ، توفي سنة 228هـ . انظر : " تقريب التهذيب " (1/ 617)] أعلى منه . فقيل له : بماذا ؟ فقال : بفقره ، وصبره على بنياته . " سير أعلام النبلاء "(10/573) .

ثالثا :
أما ضرب زوجك لهذا الطفل إذا بكى فلا يجوز ذلك ، لأن الضرب إنما يكون عقابا لمن يعقل إذا أساء ، أو يتنبه إلى خطأ ما ، وهذا الطفل لا يعقل شيئا فكيف يضرب ؟!

والطفل محتاج إلى العطف عليه والحنان والرحمة ، فكيف يعامل بتلك الغلظة ؟ وإذا كان الأب لا يتحمل ذلك فليتركه للأم ، فقد خلقها الله تعالى أكثر منه رحمة وعطفا ، وذلك يناسب تربيتها للأولاد .

رابعا :
ينبغي للزوجين إذا واجهتهما مشكلة أن يتعاونا على حلها بحوار هادئ مليء بالمحبة والمودة ، لا العنف والضرب والخصام والتهديد ، وهذه المشكلة (وهي محبة الطفل لأن يحمل ولا يكف عن البكاء إلا بذلك) قد تكلم عنها المتخصصون ووضعوا لها حلولا .
منها : وضع الطفل على كرسي هزاز .
وكذلك وضعه على الأرض على سجادة ملونة ، وحوله الألعاب التي تناسب عمره .
وبالبحث في الإنترنت يجد الوالدان مقالات متنوعة في هذا ، فيستفيدون منها لحل هذه المشكلة بدلا من سوء التعامل معها مما يؤدي إلى تفاقمها وسوء العلاقة بينهما .
نسأل الله تعالى لكما التوفيق والسداد .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب