الحمد لله.
تحقيق توحيد الله تعالى واجتناب الشرك والنفاق ، أعظم ما يسعى إليه المسلم .
ومن الأسباب الهامة لتحقيق ذلك : أن يستعين المسلم بالله تعالى ويتوكل عليه في إعانته على هذا الأمر العظيم ، الذي إذا لم يعنه الله تعالى عليه لم يتيسر له ، وهذا هو معنى قوله تعالى في سورة الفاتحة : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ، فلابد من عبادة الله تعالى وحده ، ولا يمكن الوصول إلى ذلك إلا بالاستعانة بالله تعالى وحده على تحقيق هذا المطلب العظيم .
وقد حكى الله تعالى لنا دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام : ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ) البقرة/128 ، وفي سورة إبراهيم : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ) إبراهيم/35 .
وفي السنة النبوية أدعية
كثيرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله تعالى فيها أن يوفقه لتوحيده وطاعته
، ويستعيذ به من الكفر والنفاق .
منها :
- ( وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ ، لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ
، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا ، لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ )
رواه مسلم (1290) .
والخلق الحسن يشمل الخلق مع الله ، وذلك بعبادته وتوحيده ، وأسوأ الأخلاق هو الكفر
بالله تعالى والنفاق .
- ومنها : ( اللهم إني أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْكُفْرِ ، وَالْفُسُوقِ ،
وَالشِّقَاقِ ، وَالنِّفَاقِ ، وَالسُّمْعَةِ ، وَالرِّيَاءِ ) رواه الحاكم (1944)
، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (1285) .
- وروى البخاري في " الأدب المفرد " (716) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رضي الله عنه : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ ؟ قَالَ : قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لما لا أعلم ) ، وصححه الألباني في " صحيح الأدب المفرد " .
- وروى أبو داود (5090) ، وأحمد (20430) عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي بَكْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِيهِ : يَا أَبَتِ إِنِّي أَسْمَعُكَ تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ وَتَقُولُ : " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ " تُعِيدُهَا حِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثًا ، وَثَلَاثًا حِينَ تُمْسِي . قَالَ : نَعَمْ يَا بُنَيَّ ، إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهِنَّ ، فَأُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ " ، وحسنه الألباني في " صحيح سنن أبي داود " ، وروى النسائي (1347) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك في دبر الصلاة ، وصححه الألباني في " صحيح سنن النسائي " .
وينظر للفائدة في جواب السؤال رقم : (130911) ، وجواب السؤال رقم : (165773) .
والله أعلم .
تعليق