الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

هل ورد حديث قدسي : ( إِذَا نَامَتْ الْعُيُونُ كَذَبَ مَنْ ادَّعَى مَحَبَّتِي ، إِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي )

225286

تاريخ النشر : 02-02-2015

المشاهدات : 30118

السؤال


ما صحة الحديث المنسوب إلى الله تعالى أنه قال : ( كذب من ادعى محبتي , حتى إذا جن عليه الليل نام وتركني ) ؟

الجواب

الحمد لله.


لا يعرف هذا الكلام في الأحاديث القدسية التي يرويها النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل ، ولم نطلع عليه بسند صحيح ولا ضعيف ، وإنما هو شيء يروى عن فضيل بن عياض ، وأبي سليمان الداراني ، رحمهما الله .
فروى أبو نعيم في "الحلية" (8/99) ، والدينوري في " المجالسة " (132) ، وابن العديم في "بغية الطلب" (ص1455) عن فُضَيْل بْن عِيَاضٍ قَالَ : " يَنْزِلُ اللهُ تَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ الرَّبُّ : مَنِ ادَّعَى مَحَبَّتِي إِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي ؟ أَلَيْسَ كُلُّ حَبِيبٍ يُحِبُّ خَلْوَةَ حَبِيبِه ؟ هَا أَنَا ذَا مُطَّلِعٌ عَلَى أَحِبَّائِي ، إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ مَثَّلْتُ نَفْسِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ ، فَخَاطَبُونِي عَلَى الْمُشَاهَدَةِ ، وَكَلَّمُونِي عَلَى حُضُورِي غَدًا , أُقِرُّ أَعْيُنَ أَحِبَّائِي فِي جَنَّاتِي " .
وكذا نسبه الحافظ ابن رجب رحمه الله في "جامع العلوم والحكم" (ص1087) للفضيل .
وقال في "لطائف المعارف" (ص44) : " وفي الأثر المشهور: ... " فذكره .
ورواه أبو الحسين الطيوري - كما في " الطيوريات " - انتخاب السلفي (ص1034)- وابن عساكر في "تاريخه" (34/138) عن أحمد بن أبي الحواري قال: " سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: يَا أَحْمَد ُ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ( إِذَا نَامَتْ الْعُيُونُ كَذَبَ مَنْ ادَّعَى مَحَبَّتِي، إِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي ، أَوَ لَيْسَ كُلُ مَحِبٍّ يُحِبُّ لِقَاءَ حَبِيبِهِ ؟ هَا أَنَا مُطَّلِعٌ عَلَى أَحِبَّائِي إِذَا جَنَّهُمُ اللّيْلُ ، جَعَلْتُ أَبْصَارَهُمْ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَمَثَّلْتُ نَفْسِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ ، فَخَاطَبُونِي عَلَى مُشَاهَدَةٍ ، وَسَأَلُوني عَلَى حُضُورٍ، النَّاسُ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ فِي كَرْبٍ وَجُهْدٍ ، وَهُمْ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ عَلَى كَرَاسِيٍّ فِي ظِلِّ عَرْشِي) .

ومثل هذا إنما يذكر من باب الإشارة ، للموعظة والاعتبار ، لا أنه كلام الله حقيقة ، أو كلام رسوله ، أو أنه حجة قائمة بنفسه .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب