الحمد لله.
أولا:
وأنت في بداية حياتك الزوجية يجب عليك أن تتحفظ من التلفظ بالطلاق والحلف به ، فإن التساهل في ذلك ليس من خلق أهل المروءة والاستقامة ، مع ما يترتب عليه من تدمير للأسرة والوقوع في الحيرة .
ثانيا :
طاعة الوالدين واجبة على الولد فيما فيه نفعهما ولا ضرر فيه عليه ، أما ما لا منفعة لهما فيه ، أو ما فيه مضرة على الولد فإنه لا يجب عليه طاعتهما حينئذ .قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " الاختيارات " (ص 114) : " ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية ، وإن كانا فاسقين ...وهذا فيما فيه منفعة لهما ، ولا ضرر عليه " انتهى .
ولا شك أن الأم تحب أن تفرح
بزواج ابنها ؛ فإنه من المناسبات السعيدة في حياتها التي تشبع عندها عاطفة الأمومة
, فينبغي على الابن أن يراعي هذه المشاعر ، ولا يحرم أمه من احتفال تخرج فيه هذه
المشاعر ، إذا كانت أمه تطلب هذا الاحتفال بما لا يخرج عن الشرع وعادات الناس .
أما إذا كانت الأم تطلب شيئا من الأمور المحرمة في هذا الاحتفال ، كالاختلاط بين
الرجال والنساء والملاهي المحرمة ونحو ذلك, أو تطلب المبالغة في الاحتفال والإسراف
في النفقات : فهنا لا تجب طاعتها ، بل على الابن ألا يستجيب لها في ذلك ، ويعتذر
إليها بأسلوب طيب كريم .
ثالثا :
قولك (عليَّ الطلاق بالثلاث لو لم أحضر زوجتي في الوقت المحدد ولو عملتم حفلة لعرس
لأطلقها) : يعتبر من الحلف بالطلاق .
والراجح في هذه المسألة : أنه يرجع فيها إلى نية الحالف ؛ فإن كان ينوي إيقاع
الطلاق عند حدوث المحلوف عليه فإنه يقع .
وإن كان لا ينوي الطلاق ، وإنما مجرد الحث أو المنع ، ونحو ذلك مما يقصد باليمين :
فلا يلزمه عند الحنث إلا كفارة يمين , ويراجع في ذلك الفتوى رقم : (39941).
والظاهر أنك لا تقصد الطلاق
، لأن زوجتك ليست طرفا في النزاع ، وإنما أردت أن تؤكد الأمر لوالدتك ، وبناء على
هذا ؛ فلا يقع الطلاق بهذا اللفظ .
وإذا حنثت في اليمين فلم تحضر زوجتك في الوقت المحدد ، أو عملت والدتك حفلا فليس
عليك إلا كفارة يمين ، ولا يقع بذلك طلاق .
والله أعلم.
تعليق