الحمد لله.
الوضوء من العبادات العظيمة التي تزيد من حسنات المؤمن وتكفر سيئاته ، كما وردت بذلك الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
وانظر الفتوى رقم : (113215) .
وورد كذلك ما يفيد أن
المحافظة على الوضوء من علامات الإيمان .
فروى ابن حبان عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لَا
يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ) صححه الألباني في " سلسلة الأحاديث
الصحيحة " (115) .
وإذا انضم إلى ذلك صلاة ركعتين بعد كل وضوء : فهو سبب عظيم من أسباب دخول الجنة ، لما روى الترمذي (3689) عن بُرَيْدَةَ ، قَالَ: " أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا بِلَالًا فَقَالَ : ( يَا بِلَالُ بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الجَنَّةِ ؟ مَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ قَطُّ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي ، دَخَلْتُ البَارِحَةَ الجَنَّةَ ، فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي ؟ ) فَقَالَ بِلَالٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلَّا صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ قَطُّ إِلَّا تَوَضَّأْتُ عِنْدَهَا ، وَرَأَيْتُ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بِهِمَا) " وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
وعليه فتبقى مشروعية الوضوء ثابتة لكل حدث ، حتى ولو تكرر مرات كثيرة ، ما دام ذلك لم يصل حد الوقوع في الحرج والمشقة ، فنسأل الله تعالى أن يعينه على هذه العبادة ، وأن يكتب له الأجر ، ويثيبه على ما يجد من مشقة ، وأن يجعله من التوابين المتطهرين .
والله أعلم .
تعليق