الحمد لله.
أولا :
البقيع : هي المقبرة الرئيسية لأهل المدينة ، من لدن النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى يومنا هذا.
ولا نعلم خصوصية لمن يقبر فيها ، فقد قبر فيها المؤمنون المتقون ، كما قبر بها رأس النفاق عبد الله بن أبيّ ابن سلول ، وغيره من المنافقين .
وقد روى الإمام مالك رحمه الله في "الموطأ" (2842) عن سلمان رضي الله عنه قال : " إِنَّ الْأَرْضَ لاَ تُقَدِّسُ أَحَداً، وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الْإِنْسَانَ عَمَلُهُ " .
ثانيا :
لا يجوز نبش القبور ، وإخراج أهلها منها ، فكل ميت أحق بقبره ، لا ينبش ، ولا يقبر معه غيره ، إلا للضرورة القصوى ، في البقيع وغيره .
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
" قال بعض الكتّاب : " ضاقت مساحة البقيع وأصبح هناك صعوبة في الفوز بالدفن فيه ، وقد كاتبني الكثير من أهل المدينة يرفعون الصوت والرجاء بمشروع توسعة بقيع الغرقد ، والحقيقة أن الحاضر والمستقبل يفرضان ذلك " وقال: " تلك رسالة حمّلني إياها طائفة من أهل المدينة النبوية " .
وأقول للكاتب ولغيره : إن المشروع أنه إذا ضاقت المقبرة ، ولم يبق فيها مكان للدفن فإنها تسوّر وتغلق ، ويمنع الدفن فيها، ويُبحث عن مكان آخر يخصص لمقبرة جديدة ، (وأرض الله واسعة) .
وكم من الصحابة والسلف دفنوا خارج البقيع ، والعبرة بالعمل ، والله جلّ وعلا قال: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) ، فالمسلم يدفن مع المسلمين في أي مكان من الأرض ، ولا يجوز الغلو في مقبرة من المقابر أو مكان أو شخص ؛ لأن هذا وسيلة إلى الشرك ، ومن دفن في مكان فهو أحق به، لا يخرج منه ، ولا يدفن معه ، إلا إذا كانت هناك ضرورة لا مخرج منها، ولا ضرورة هنا، فأرض المدينة واسعة ، والبر حولها فسيح والحمد لله ، يتسع لإحداث مقبرة تتسع لدفن الأموات " انتهى .
http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15055
وانظر الفتوى رقم : (60003) .
ونحن لا نعلم شيئا ، عما يفعله القائمون على مقبرة البقيع ، في واقع الأمر ، وإن كان الأمر كما ذكر السائل ، أو لا ؛ ولكن يكفينا أن نذكر هنا الأصل العام ، على ما نقلنا الكلام فيه عن الشيخ الفوزان ، حفظه الله .
وقد تقرر بما سبق أن : إخراج
عظام الميت من القبر عمل محرم ، والواجب إبقاؤه في قبره حتى يبلى ولا يبقى له أثر .
وحينئذ ؛ فإذا امتلأت المقبرة ، وضافت عن الدفن فيها : فإنها تغلق ، ويدفن في مقبرة
أخرى ، أو توسع من ناحية أخرى ، لا تضر بالأحياء ، ولا تنتهك حرمة الموتى .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم: (141084)
.
والله أعلم .
تعليق