الحمد لله.
نسأل الله تعالى أن يزيل كربك ، ويكشف غمك ، وأن يهدي زوجك ، ويصلح ذات بينكما.
الواجب في المعاشرة بين الزوجين أن تكون بالمعروف والبر ؛ لقول الله تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء/19 ، وقوله سبحانه : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) البقرة/228 .
ومن ثم فلا يجوز للزوج أن يهين زوجته ، أو يشتمها بألفاظ غير لائقة ، فإن هذا ليس من المعروف بل من سوء العشرة ، كما أن ديننا جاء بتحريم السب والشتم والاعتداء وإلحاق الأذى بالمسلم .
والذي ننصحك به هو الحوار الهادئ مع زوجك ، ومعرفة سببب ما يفعله ، وتذكيره بالله ، وبحكم الشرع فيما يفعل ، بالحكمة واللين ، وذكريه بأولادكما ، وأنهم قد تأثروا نفسيا بمعاملته ، وأن الطلاق لن يصلح حالتهم النفسية ، بل قد تزداد سوءا .
فإن لم يستجب فحاولي توسيط
من له تأثير عليه من أقاربك أو أقاربه لينصحه ويذكره .
فإن لم يستجب فلك طلب الطلاق منه .
فإن رفض ، فلك أن تشتكيه عند القاضي ، وتذكري له ما يفعله زوجك معك من سوء العشرة ،
لعل القاضي يحكم لك فيطلقك ، وتأخذي كامل حقوقك .
وإذا حصل الطلاق بسبب سوء عشرة الزوج فإن الزوجة تأخذ حقوقها كاملة ( كالمهر المقدم والمؤخر والنفقة في فترة العدة والمتعة ) ولا تتكلف شيئا من المال ، لا مصاريف العرس ولا غيرها .
فإن لم يحكم القاضي بالطلاق
: فليس أمامك إلا الخلع ، ومعناه : أن تتنازلي عن بعض حقوقك ، أو تعطي زوجك شيئا من
المال من أجل أن يفارقك ، وهذا يكون بالاتفاق بين الزوجين .
وراجعي جواب السؤال رقم : (151776).
غير أننا ننصحك بالصبر
والتحمل ومحاولة إصلاح زوجك ، والبعد عن كل ما يغضبه ، فتجتنبي الأشياء التي تثير
عضبه ، وأكثري من الدعاء له بالهداية وحسن الخلق .
وكثيرا ما يكون صبر المرأة على تحمل أذى زوجها : خيرا لها من الطلاق ، وأخف عليها
مما قد تواجهه من مشاكل بعد الطلاق .
نسأل الله تعالى أن يصلح بينكما ويلهمكم رشدكم .
والله أعلم .
تعليق