الحمد لله.
نعم ، الأمر ـ حقا ـ غريب ، كما قلت أيها السائل .
لكن ليس وجه الغرابة في أن رجلا نصرانيا ، تزوج امرأة مسلمة ، مع أن هذا الزواج محرم في الإسلام تحريما قطعيا ، بإجماع أهل العلم ؛ ليس الغرابة في ذلك فقط ، فقد لبس الشيطان على كثير من بني آدم ، حتى أوقعهم فيما هو أشنع من ذلك .
لكن الغرابة الأكبر ، هي في اهتمامك بالسؤال عن مثل ذلك ، أنت وزوجتك ، أو على وجه الدقة ، اهتمامك بأمر زوجتك في مثل ذلك ، وهو يدل على مدى حرصك عليها ، وعلى سعادتها ، وعدم اهتمامك بالأمر الأخطر في العلاقة بينكما .
ونعني به : أصل هذه العلاقة الباطلة ، الخاطئة بينكما .
وحينئذ ، فنحن نتوجه إليك أنت ، بما أنك أنت الذي سألتنا ، ونحملك أمانة ذلك الخطأ الشنيع :
إنه لا يحل لك أنت ولا لهذه المرأة : أن تستمرا في هذه العلاقة مطلقا ، ولو لساعة واحدة .
بل الواجب عليك أن تفارقها ، فهي ليست زوجتك ، ولا تحل لك ، ولا تحل أنت لها ، ما دمت باقيا على دينك ، النصرانية .
وسواء قضيتما رمضان في الشرق ، أو في الغرب ، أو في دبي ، أو في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ، أو برلين ، كل ذلك لن يغير من الأمر شيئا ، ولن يصلح الانحراف الكائن في أصل العلاقة بينكما .
بل الواجب عليكما الفراق .
فإذا حصل الفراق بينكما فلا يحل لك أن ترجع إليها ، إلا إذا رغبت في الإسلام ، حقا ، لأجل أنه دين الله الخاتم ، الذي أحبه من عباده ، وأراده منهم .
ولذلك ؛ فإننا ندعوك – وأنت الحريص على سعادة زوجتك وراحتها – أن تفارقها فورا ، لأن بقاءها معك يعني خسارتها الكثير من دينها ، مما يترتب عليه شقاؤها في الدنيا والآخرة إن لم يشملها الله بعفوه ورحمته ، ثم تتفرغ أنت مدة للقراءة عن الإسلام والتعرف عليه ، والمراكز الإسلامية في بلادكم يمكنها مساعدتك في ذلك .
فإن شرح الله صدرك للإسلام ، ودخلت فيه ، فلا مانع حينئذ أن تتزوجها ، زواجا جديدا ، وفق شريعة الإسلام ، متى رغبتما في ذلك .
وتبدآن حياتكما الزوجية بتوبة صادقة تمحو ما سبق من الخطايا ، والله تعالى يغفر لمن تاب ورجع إليه مهما كان جرمه السابق .
نسأل الله تعالى أن يهديك إلى الحق .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (100148) ، ورقم : (230057) .
والله أعلم .
تعليق