الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

نصراني تزوج مسلمة ويريد أن يساعدها على الصيام

233793

تاريخ النشر : 05-08-2015

المشاهدات : 9668

السؤال


قد يبدو سؤالي غريباً ، فأنا شاب نصراني ومتزوج من امرأة مسلمة ، ونعيش حالياً في الغرب ، فقد التقيت بزوجتي لأول مرة في دبي قبل 4 سنوات وتزوجنا قبل سنة ونصف ، وهذه السنة الأولى لزوجتي بعيداً عن بلدها وعائلتها خلال شهر رمضان ، وهي تستمتع بالعيش هنا في الغرب ؛ حيث تمكنت من تحقيق التوازن ما بين ممارسة دينها والعيش على الطريقة الغربية ، ولكن خلال شهر رمضان كان الأمر صعباً على زوجتي ؛ وذلك لأنّ البيئة ليست مهيأة للمسلمين في مثل هذا الشهر ، ولذلك أحاول دعمها لتسهيل الأمر عليها ، فأنا أصوم معها ، ولا استقبل الزوار في رمضان ، ولا أسمح بالكحول على الإطلاق أو الخنزير ، ولا أخرج من البيت لأظل بجانبها ، ولعلمي بصعوبة الأمر عليها اقترحت عليها أن نمضي شهر رمضان القادم في دبي ؛ لتكون مع عائلتها ، فما رأيكم بذلك ؟ أم تعتقدون أنه يمكنها الاحتفال برمضان وصومه بالشكل المناسب وإن كانت في الغرب مع العلم أنه لا يوجد أي فرد من عائلتها هنا ؟

الجواب

الحمد لله.


نعم ، الأمر ـ حقا ـ غريب ، كما قلت أيها السائل .
لكن ليس وجه الغرابة في أن رجلا نصرانيا ، تزوج امرأة مسلمة ، مع أن هذا الزواج محرم في الإسلام تحريما قطعيا ، بإجماع أهل العلم ؛ ليس الغرابة في ذلك فقط ، فقد لبس الشيطان على كثير من بني آدم ، حتى أوقعهم فيما هو أشنع من ذلك .
لكن الغرابة الأكبر ، هي في اهتمامك بالسؤال عن مثل ذلك ، أنت وزوجتك ، أو على وجه الدقة ، اهتمامك بأمر زوجتك في مثل ذلك ، وهو يدل على مدى حرصك عليها ، وعلى سعادتها ، وعدم اهتمامك بالأمر الأخطر في العلاقة بينكما .
ونعني به : أصل هذه العلاقة الباطلة ، الخاطئة بينكما .
وحينئذ ، فنحن نتوجه إليك أنت ، بما أنك أنت الذي سألتنا ، ونحملك أمانة ذلك الخطأ الشنيع :
إنه لا يحل لك أنت ولا لهذه المرأة : أن تستمرا في هذه العلاقة مطلقا ، ولو لساعة واحدة .
بل الواجب عليك أن تفارقها ، فهي ليست زوجتك ، ولا تحل لك ، ولا تحل أنت لها ، ما دمت باقيا على دينك ، النصرانية .
وسواء قضيتما رمضان في الشرق ، أو في الغرب ، أو في دبي ، أو في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ، أو برلين ، كل ذلك لن يغير من الأمر شيئا ، ولن يصلح الانحراف الكائن في أصل العلاقة بينكما .
بل الواجب عليكما الفراق .
فإذا حصل الفراق بينكما فلا يحل لك أن ترجع إليها ، إلا إذا رغبت في الإسلام ، حقا ، لأجل أنه دين الله الخاتم ، الذي أحبه من عباده ، وأراده منهم .
ولذلك ؛ فإننا ندعوك – وأنت الحريص على سعادة زوجتك وراحتها – أن تفارقها فورا ، لأن بقاءها معك يعني خسارتها الكثير من دينها ، مما يترتب عليه شقاؤها في الدنيا والآخرة إن لم يشملها الله بعفوه ورحمته ، ثم تتفرغ أنت مدة للقراءة عن الإسلام والتعرف عليه ، والمراكز الإسلامية في بلادكم يمكنها مساعدتك في ذلك .
فإن شرح الله صدرك للإسلام ، ودخلت فيه ، فلا مانع حينئذ أن تتزوجها ، زواجا جديدا ، وفق شريعة الإسلام ، متى رغبتما في ذلك .
وتبدآن حياتكما الزوجية بتوبة صادقة تمحو ما سبق من الخطايا ، والله تعالى يغفر لمن تاب ورجع إليه مهما كان جرمه السابق .
نسأل الله تعالى أن يهديك إلى الحق .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (100148) ، ورقم : (230057) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب