الحمد لله.
طاعة الوالدين واجبة على الولد فيما فيه نفعهما ، ولا ضرر فيه عليه ، أما ما لا منفعة لهما فيه ، أو ما فيه مضرة على الولد ، فإنه لا يجب عليه طاعتهما حينئذ ،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " الاختيارات " (ص 114) : " ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية ، وإن كانا فاسقين ... وهذا فيما فيه منفعة لهما، ولا ضرر عليه " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" لو قالا له : لا تأكل من هذا الطعام ، لا تأكل لحماً، لا تأكل أرزاً ، لا تأكل الشيء المعين ، وهو مما يشتهيه ، فلا يلزمه طاعتهما في ذلك ؛ لأنه لا مصلحة لهما في ذلك ، وفيه ضررٌ عليه لفوات محبوبه " .
انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (49/ 6) بترقيم الشاملة .
هذا هو الضابط فيما يجب على الولد طاعة والديه فيه .
وبناء على هذا ؛
فإذا كان سهرك يضيع مصلحة والديك ، وذلك بنومك ساعات طويلة من النهار ، بحيث لا يمكنك القيام بما يطلبانه منك ، فطاعتهما حينئذ واجبة عليك .
أما إذا كنت تقوم بمصلحتهما وبخدمتهما ولا تقصر في ذلك ، فالذي يظهر : أنه لا يجب عليك طاعتهما في عدم السهر .
فإذا تعذر عليك أن تقوم لصلاة الفجر ، إلا بذلك السهر في الصيف ، فلا حرج عليك أن تسهر في أمر ينفعك ، وتدرك بذلك صلاة الفجر في وقتها .
وفي هذه الحالة ينبغي أن تسترضي والديك ، وتبين لهما أنك إنما تفعل ذلك من أجل الحرص على صلاة الفجر في وقتها .
وعلى كل حال : فالواجب عليك الحرص على الصلاة على وقتها ، فهي أفضل الأعمال وأجلها ، ومن أعظمها : صلاة الفجر .
لكن اجتهد في أن تبحث عن بدائل أخرى تغنيك عن السهر ، كالمنبه أو الهاتف ، أو تطلب من أحد أصدقائك الاتصال بك لإيقاظك ، أو يتعاون معك الوالدان ويقومان هما بإيقاظك ونحو ذلك من الحلول ، التي يكون فيها الجمع بين مصلحة الصلاة في وقتها ، وإرضاء الوالدين ، مع مصلحة أخرى لك وهي أن نوم الليل أنفع للبدن وراحة الإنسان من نوم النهار ، لأن السهر قد يؤثر على صحة الإنسان ونشاطه بوجه عام .
والله تعالى أعلم .
تعليق