الاثنين 17 جمادى الأولى 1446 - 18 نوفمبر 2024
العربية

حكم قول بعضهم " حدّثوا ربكم عن ما يؤلمكم فمن يجبر قلوبنا سواه " .

240981

تاريخ النشر : 05-04-2016

المشاهدات : 17133

السؤال


هل يجوز هذا الكلام في حق الله تعالى ‏( حدّثوا ربكم عن ما يؤلمكم فمن يجبر قلوبنا سواه ) ؟

الجواب

الحمد لله.


لا يظهر حرج في هذا القول ؛ لأن معناه : حث المكروبين على سؤال الله ، ومناجاته ، وبث أحزانهم وهمومهم وشكاواهم لرب العالمين ، وسؤاله : أن يَجبُرهم ويرفع ما نزل بهم ، مما يؤلمهم ويضيق عليهم .
وهذا اللفظ " حدثوا " : هو كلفظ المناجاة والمخاطبة والمناشدة الوارد في الأحاديث ، وكلام السلف ، والمقصود بها جميعها السؤال والدعاء .
قال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاَةِ، فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلاَ يَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ ) أخرجه البخاري (413) ، ومسلم (551) .
وفي حديث عمر بن الخطاب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر :( فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ ، مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ ، وَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ) رواه مسلم (1763) .
وفي مسند أحمد (4928) عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَعْلَمْ أَحَدُكُمْ مَا يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ ) .
ومعنى المناجاة : المخاطبة ، والمحادثة .
قال الشيخ علي القاري : " ( فإنما يناجي الله ) أي : يخاطبه ما دام في مصلاه " .
انتهى من " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " (2/600) .
ونقل ابن رجب عن بكر المزني أنه قال : " مَنْ مِثْلُكَ يَا ابْنَ آدَمَ ، خُلِّيَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْمِحْرَابِ وَالْمَاءِ ، كُلَّمَا شِئْتَ دَخَلْتَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ " .
انتهى من " جامع العلوم والحكم " (1/132) .
وعن ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ قال : " قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ ، كَلِّمُوا اللَّهَ كَثِيرًا ، وَكَلِّمُوا النَّاسَ قَلِيلًا قَالُوا : كَيْفَ نُكَلِّمُ اللَّهَ كَثِيرًا ؟ قَالَ : اْخُلُوا بِمُنَاجَاتِهِ ، اخْلُوا بِدُعَائِهِ " أخرجه عنه أبو نعيم في " الحلية " (6/195) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب