الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

ما الدليل على طهارة شعر الآدمي ؟

242191

تاريخ النشر : 12-04-2016

المشاهدات : 9484

السؤال


أريد الدليل على عدم نجاسة شعر الآدمي بعد القص أو النتف ؟ لأنكم لم تذكروا غير الحكم لدى المذاهب فقط ؟

الجواب

الحمد لله.


سبق في جواب السؤال رقم : (236527) أن مذهب جمهور العلماء : هو طهارة شعر الآدمي سواء انفصل عن بدنه في حال الحياة أو بعد الموت ، وسواء انفصل بالقص أو النتف.

وقد استدل الجمهور على ذلك ، بما رواه مسلم (1305) عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : " لَمَّا رَمَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ وَنَحَرَ نُسُكَهُ وَحَلَقَ : نَاوَلَ الْحَالِقَ شِقَّهُ الْأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ ، ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الشِّقَّ الْأَيْسَرَ ، فَقَالَ: (احْلِقْ) ، فَحَلَقَهُ ، فَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ ، فَقَالَ : ( اقْسِمْهُ بَيْنَ النَّاسِ ) " .

جاء في " فتح الباري " لابن حجر رحمه الله (1/ 274) :
" فَقَالَ : ( اقْسِمْهُ بَيْنَ النَّاسِ ) قَالَ النَّوَوِيُّ : فِيهِ طَهَارَةُ شَعْرِ الْآدَمِيِّ ، وَبِهِ قَالَ الْجُمْهُورُ ، وَهُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَنَا " انتهى .

وقال ابن قدامة رحمه الله :
" وَشَعْرُ الْآدَمِيِّ طَاهِرٌ ؛ مُتَّصِلُهُ وَمُنْفَصِلُهُ ، فِي حَيَاةِ الْآدَمِيِّ وَبَعْدَ مَوْتِهِ ...
لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَرَّقَ شَعْرَهُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ .... ثم ذكر حديث أنس المتقدم ، ثم قال : وَرُوِيَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَوْصَى أَنْ يُجْعَلَ نَصِيبُهُ مِنْهُ فِي فِيهِ إذَا مَاتَ .
وَكَانَتْ فِي قَلَنْسُوَةِ خَالِدٍ شَعَرَاتٌ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَلَوْ كَانَ نَجِسًا لَمَا سَاغَ هَذَا ، وَلَمَا فَرَّقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُمْ يَأْخُذُونَهُ يَتَبَرَّكُونَ بِهِ ، وَيَحْمِلُونَهُ مَعَهُمْ تَبَرُّكًا بِهِ ، وَمَا كَانَ طَاهِرًا مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، كَانَ طَاهِرًا مِمَّنْ سِوَاهُ ، كَسَائِرِهِ ; وَلِأَنَّهُ شَعْرٌ ، مُتَّصِلُهُ طَاهِرٌ ؛ فَمُنْفَصِلُهُ طَاهِرٌ " انتهى من " المغني " (1/62) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب