الحمد لله.
هذا الكلام لا نعلم له أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز أن ينسب إليه إلا ما رواه أهل الحديث بالإسناد الثابت عنه صلى الله عليه وسلم ، ومثل هذا الكلام الذي لا أصل له ، نسبته إليه صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة الصحيح (1/7) ، قال النووي رحمه الله :
" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا ، وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .
ومما يدل على بطلان هذا
الحديث : سماجة لفظه ، وركاكة عباراته ، وما فيه من المجازفات ، قال ابن القيم رحمه
الله :
" الأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها
على رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
انتهى من "المنار المنيف" (ص 50) .
وذكر رحمه الله أمورا كلية
يعرف بها كون الحديث موضوعا ، فذكر منها: أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء،
فضلا عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو وحي يوحى ، فيكون الحديث مما لا
يشبه الوحي ، بل لا يشبه كلام الصحابة .
راجع : "المنار المنيف" (ص 56- 62) .
أما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عشراً صباحا ومساء : فقد ورد حديث : (من صلى عليَّ حين يصبح عشرًا ، وحين يمسي عشرًا ، أدركته شفاعتي يوم القيامة) ، لكنه حديث ضعيف ، كما بيناه في جواب السؤال رقم : (130213) .
وأما فضل الصلاة عليه صلى
الله عليه وسلم ، وفضل الإكثار منها : فمن المعلوم من الدين بالضرورة .
وانظر في تسمية ملك الموت بـ "عزرائيل" الفتوى رقم : (40671)
.
والله تعالى أعلم .
تعليق