الحمد لله.
دراسة الطب البيطري من العلم النافع ، وله منافع كثيرة منها : المشاركة في الرقابة على غذاء الإنسان من الحيوانات وعلاجها حفاظاً على سلامة غذاء الإنسان ، ولئلا تنتقل أمراض الحيوانات إلى الإنسان ، وللحفاظ على الحيوانات النافعة سليمة خالية من الأمراض حتى يمكن للإنسان أن ينتفع بها .... وغير ذلك من المنافع ، وفي ذلك بحوث طبية كثيرة يمكن الاستفادة منها في تقرير هذا ، للفائدة ينظر جواب سؤال رقم : (199221) .
وأما عن الدراسة المختلطة فالأصل أنها محرمة ، إلا أنه مع عموم البلوى وانتشار الاختلاط في معظم مرافق الحياة فإنه يرخص بالدراسة فيها بضوابط ، منها :
أولاً : أن يسعى الإنسان بادئ الأمر للبحث عن مكان لا اختلاط فيه قدر استطاعته .
ثانياً : أن يلتزم بالأحكام الشرعية من لباس شرعي وغض البصر ، وعدم التبسط في الكلام والمحادثة ، فوق حاجة العمل أو الدراسة .
ثالثاً : إذا لاحظ الإنسان أن نفسه تنزلق إلى الحرام ، فسلامة دينه مقدمة على كل المصالح الأخرى ، فلا بد من مفارقة المكان حينئذ ، ويغنيه الله عز وجل من فضله .
ينظر جواب سؤال رقم : (127946) .
والذي ننصحك به أنت وصديقتك هو الحرص على إكمال الدراسة والانتهاء منها ، وأن تكون إحداكما عونا للأخرى على طاعة الله وتذكيرها إذا نسيت أو أخطأت ، وأن تقللا الاختلاط بقدر الإمكان ، ولا داعي لإحداث مشاكل مع الوالدين بسبب هذه الدراسة ، فإن ذلك سيؤثر ويفسد العلاقة بين صاحبتك وأبويها ، من غير مصلحة مرجوة من هذا .
فصبرها على إنهاء الكلية ، بعد هذا الشوط الذي قطعتماه : أولى ، وأحسن عاقبة من تلك المشاكل مع أسرتها .
والقاعدة الشرعية : أنه يغتفر في الاستدامة ، ما لا يغتفر في الابتداء ؛ بمعنى أنكما ما دمتما قد شرعتما في هذه الدارسة فعلا ، بل قطعتما فيها شوطا كبيرا ، حتى أصبح المتبقي منها ، أقل مما فات : فهنا يقوى جانب الإكمال ، مع الالتزام بما سبق ذكره من الآداب الشرعية ؛ وأما لو كان السؤال قبل البدء في الدراسة ، فربما كان يترجح جانب الترك ، والبحث عن بديل ملائم للدراسة ، ما أمكن .
وعلى كل حال : فيمكنكما ، بعد الانتهاء من الكلية : أن تدرسا العلم الشرعي ، بل يمكنكما الآن أن تدرسا ما تحتاجان إليه ، ثم بعد ذلك يكون التفرغ والإقبال أكثر على العلم الشرعي .
نسأل الله تعالى لكما التوفيق والثبات .
والله أعلم .
تعليق