الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

طالبة تسأل عن إكمال الدراسة للطب البيطري في جامعة مختلطة .

243544

تاريخ النشر : 25-05-2016

المشاهدات : 8081

السؤال


أنا طالبة بكلية الطب البيطري ، وهي كلية مختلطة ، ولا يوجد كلية أخري تدرس هذا المجال بدون اختلاط ، ولا أستطيع التحويل أيضا، علما بأن الكلية خارج الجامعة في مكان بعيد ، ونسبة الفتيات في كليتنا أكثر منها من الشباب ، فهل تعلم الطب البيطري من العلم النافع ؟ وهل نأثم علي الدراسة فيها علما بأني منتقبة وـ لله الحمد ـ والتزم بالضوابط الشرعية ؟ ولدي صديقة منتقبة أيضا أرادت التوقف عن الدراسة بعد أن رأت فتاوي بحرمة الاختلاط ، علما أن المتبقي لدينا سنة ونصف علي انتهاء الدراسة في الكلية ، وهي وتريد أن تتفرغ لدراسة العلم الشرعي ، وتقول : بإن هذا العلم بما ندرسه ليس بنافع لنا ، وحدث لها ضغط من أهلها كثيرا ويقومون بتهديدها بأنها إن لم تكمل دراستها فسوف يقومون بتسليمها إلي أمن الدولة ، فهل يجب عليها طاعة والديها في اكمال الدراسة المختلطة ؟ وهل رغبتها في ترك الدراسة المختلطة صحيحة ؟

الجواب

الحمد لله.


دراسة الطب البيطري من العلم النافع ، وله منافع كثيرة منها : المشاركة في الرقابة على غذاء الإنسان من الحيوانات وعلاجها حفاظاً على سلامة غذاء الإنسان ، ولئلا تنتقل أمراض الحيوانات إلى الإنسان ، وللحفاظ على الحيوانات النافعة سليمة خالية من الأمراض حتى يمكن للإنسان أن ينتفع بها .... وغير ذلك من المنافع ، وفي ذلك بحوث طبية كثيرة يمكن الاستفادة منها في تقرير هذا ، للفائدة ينظر جواب سؤال رقم : (199221) .
وأما عن الدراسة المختلطة فالأصل أنها محرمة ، إلا أنه مع عموم البلوى وانتشار الاختلاط في معظم مرافق الحياة فإنه يرخص بالدراسة فيها بضوابط ، منها :
أولاً : أن يسعى الإنسان بادئ الأمر للبحث عن مكان لا اختلاط فيه قدر استطاعته .
ثانياً : أن يلتزم بالأحكام الشرعية من لباس شرعي وغض البصر ، وعدم التبسط في الكلام والمحادثة ، فوق حاجة العمل أو الدراسة .
ثالثاً : إذا لاحظ الإنسان أن نفسه تنزلق إلى الحرام ، فسلامة دينه مقدمة على كل المصالح الأخرى ، فلا بد من مفارقة المكان حينئذ ، ويغنيه الله عز وجل من فضله .
ينظر جواب سؤال رقم : (127946) .

والذي ننصحك به أنت وصديقتك هو الحرص على إكمال الدراسة والانتهاء منها ، وأن تكون إحداكما عونا للأخرى على طاعة الله وتذكيرها إذا نسيت أو أخطأت ، وأن تقللا الاختلاط بقدر الإمكان ، ولا داعي لإحداث مشاكل مع الوالدين بسبب هذه الدراسة ، فإن ذلك سيؤثر ويفسد العلاقة بين صاحبتك وأبويها ، من غير مصلحة مرجوة من هذا .
فصبرها على إنهاء الكلية ، بعد هذا الشوط الذي قطعتماه : أولى ، وأحسن عاقبة من تلك المشاكل مع أسرتها .
والقاعدة الشرعية : أنه يغتفر في الاستدامة ، ما لا يغتفر في الابتداء ؛ بمعنى أنكما ما دمتما قد شرعتما في هذه الدارسة فعلا ، بل قطعتما فيها شوطا كبيرا ، حتى أصبح المتبقي منها ، أقل مما فات : فهنا يقوى جانب الإكمال ، مع الالتزام بما سبق ذكره من الآداب الشرعية ؛ وأما لو كان السؤال قبل البدء في الدراسة ، فربما كان يترجح جانب الترك ، والبحث عن بديل ملائم للدراسة ، ما أمكن .

وعلى كل حال : فيمكنكما ، بعد الانتهاء من الكلية : أن تدرسا العلم الشرعي ، بل يمكنكما الآن أن تدرسا ما تحتاجان إليه ، ثم بعد ذلك يكون التفرغ والإقبال أكثر على العلم الشرعي .
نسأل الله تعالى لكما التوفيق والثبات .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب