الحمد لله.
الذي نوصيك به أن تصبري فإن في الصبر على ما يكرهه الإنسان خيرًا كبيرًا ، وقد أمر الله تعالى عباده بالصبر والمصابرة فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران/ 200 .
ويراجع الحديث عن فضل الصبر وحكمة البلاء في الفتوى رقم : (71236).
وأما سكنك مع أهل زوجك فينظر في طبيعته فإن كان مسكنا
مستقلا بمرافقه ، ولكنه مجاور لمساكنهم ، أو في نفس البناية ، فهنا يكون الزوج قد
أدى ما عليه ، وفعل ما ألزمته به الشريعة الغراء ، من توفير مسكن مستقل للزوجة .
وأما إن كنت تسكنين مع أهله في سكنهم الخاص ، ولم يوفر لك مسكنا مستقلا : فهنا يكون
الزوج مقصرا ، فإن من حقوق الزوجة على زوجها أن يوفر لها مسكنا مستقلا ، كما سبق
بيانه في الفتوى رقم : (94965).
وأما مطالبته لك بأن تخدمي أهله : فهذا لا يلزمك ، وإنما هذا من مكارم الأخلاق ، ومن حسن معاشرتك لزوجك ولأهله ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (120282).
وإن كان من نصيحة أخيرة لك وللزوج فإنا ننصحه بأن
يعاشر زوجته بالمعروف قال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ
كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ
خَيْرًا كَثِيرًا ) النساء/19.
وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية ، من الصحبة الجميلة ، وكف الأذى ، وبذل
الإحسان ، ولين القول ، وحسن المعاملة كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (199119).
وعليه أن يحاول جاهدا لكي يضم زوجته وولده إلى كنفه ورعايته بحيث يسكنون معه ، فإن
قصر في ذلك، فينظر : فإن كان قد وفر لك مسكنا مستقلا فقد خرج من عهدة المطالبة
بالسكن.
وإن لم يوفر مسكنا مستقلا ، فهنا يلزمه أن يوفره فإن
لم يفعل جاز لك طلب الطلاق للضرر . وإن كنا في كل الأحوال لا ننصح إلا بالصبر
والتأني في معالجة الأمور ، خصوصا وأن غياب زوجك عنك ليس بالوقت الطويل ، فإنه يغيب
فقط لمدة عشرين يوما لظروف عمله ، ويرجع ليمكث معكم عشرة أيام ، ومثل هذا كثير في
الأسر ، وبإمكان المرأة أن تتكيف عليه ، وتتعايش معه ، متى ما جعلت الحفاظ على
بيتها وأسرتها : هدفا أساسيا لها ، ومحورا في حياتها .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (233628)
، ورقم : (240905)
.
والله أعلم.
تعليق