الحمد لله.
محافظة الإنسان على صحته وصحة أولاده وأهله من أولى الأولويات .
فلا يمكن القول بأن تعريض الإنسان صحته للخطر أو بالأحرى (للتدمير) أقل مفسدة وضررا من إهدار كمية من المياه مساوية للكمية التي يشربها .
فالإنسان مأمور بالحفاظ على صحته ، فإن "حفظ النفس" إحدى المقاصد الخمس الأساسية للإسلام ، وهي : حفظ الدين ، والنفس ، والعرض (النسب) ، والعقل ، والمال .
فما دام الإنسان في حاجة إلى تنقية المياه ، وليس هناك وسيلة أخرى مساوية لهذه
الطريقة في الجودة ، وأقل منها إهدارا للمياه ، فلا حرج من استعمال هذه التقنية ،
ولا يعد ذلك إسرافا .
لأن الإسراف هو : إنفاق المال الكثير في الغرض الخسيس .
وقيل : ... صرف الشيء فيما لا ينبغي، زائدا على ما ينبغي " .
انتهى من " التعريفات " للجرجاني (ص38) .
وتنقية المياة ليست غرضا خسيسا ، وإنما هي غرض عظيم يستحق أن تبذل فيه الأموال .
فالمياة الملوثة سبب رئيسي من أسباب إصابة الإنسان بالأمراض التي تستنزف صحته ،
وتستنزف من الأموال أضعاف ما كان سينفقه على تنقية المياه ، لو أنه فعل ذلك .
وفي مقال للأستاذ الدكتور علي عبد الرحمن علي الرئيس السابق للاتحاد العربي للتنمية
المستدامة والبيئة بعنوان "آثار تلوث المياة العذبة على صحة الإنسان" ، ابتدأ مقاله
بقوله : "أبسط شيء يمكن قوله : إنه يدمر صحة الإنسان من خلال إصابته بالأمراض
المعوية ، ومنها : الكوليرا ، الملاريا ، التيفود ، البلهارسيا ، أمراض الكبد ،
الالتهاب الكبدي الوبائي ، الدوسنتاريا بكافة أنواعها ، حالات تسمم" انتهى .
على أن المعروف فيمن يستعمل إحدى تقنيات تنقية المياة ، أن ذلك يكون في مياه الشرب والطبخ خاصة ، دون سائر الاستعمالات المنزلية كالتنظيف ونحوه ، وبهذا يسلم الإنسان من الإسراف ، ويقل حد المهدر في ذلك جدا .
والله أعلم .
تعليق