الحمد لله.
هذا الكلام لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه ، وإنما يذكره بعض العلماء عن بعض السلف .
فقال أبو منصور الثعالبي رحمه الله في "درر الحكم" (ص 24):
" قال جعفر بن محمد: " البناتُ حسناتٌ، والبنون نعمٌ، فالحسناتُ مثابُ عليها، والنعم مسئولٌ عنها " .
وكثيرا ما يذكره الشيعة في كتبهم منسوبا إلى جعفر بن محمد رحمه الله ، ولا يحتج بما يذكرونه في كتبهم ، فإنهم يكذبون على الله ورسوله ، ويكذبون على سلف الأمة .
وقال ابن عبد البر رحمه الله في "بهجة المجالس" (ص162):
" قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ: الْبَنُونَ نِعَمٌ، وَالْبَنَاتُ حَسَنَاتٌ، وَاَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُحَاسِب عَلَى النِّعَمِ ، وَيُجَازِي عَلَى الْحَسَنَاتِ " .
وكذا ذكره ابن مفلح رحمه الله في " الآداب الشرعية " (1/ 454) عن محمد بن سليمان .
والبنون والبنات جميعا من نعم الله تعالى على الإنسان ، قال تعالى : ( يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) الشورى/ 49، 50 .
وقد يكون مراد من قال ذلك : إن النعمة في البنين أتم وأكمل .
وقد ورد في فضل تربية البنات عدة أحاديث ، كقوله صلى الله عليه وسلم : (مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ) رواه البخاري (1418) ، ومسلم (2629) .
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ) وَضَمَّ أَصَابِعَهُ ". رواه مسلم (2631)
وليست المفاضلة بالجنس ، وإنما المفاضلة بالصلاح ، وقرة العين بالذرية الطيبة .
فقد تكون البنت أفضل لوالديها في الدنيا والآخرة من الولد ، وقد يكون العكس .
فالبنون والبنات كلاهما من النعم .
وكلاهما من الحسنات ، إذا بارك الله له فيهما .
والله تعالى أعلم .
تعليق