الحمد لله.
روى النسائي في "المجتبى" (1354) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (140) ، وأبو الشيخ في "جزء أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (143) ، وأبو عبد الله العطار في "جزئه" (18) من طريق الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ سَبَّحَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ ، وَهَلَّلَ مِائَةَ تَهْلِيلَةٍ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ).
وأبو علقمة هو المصري مولى بني هاشم ، قال أبو حاتم: أحاديثه صحاح ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي: مصري تابعي ثقة .
" تهذيب التهذيب " (12/ 173) .
وأبو الزبير ، هو محمد بن مسلم بن تدرس ، ثقة ، لكنه مدلس ، قال الحافظ :
" مشهور بالتدليس ، وصفه النسائي وغيره بالتدليس " .
"طبقات المدلسين" (ص 45) .
وحجاج بن حجاج ثقة ، قال أحمد: ليس به بأس، وقال ابن معين: ثقة ، وقال أبو حاتم: ثقة من الثقات ، صدوق.
" تهذيب التهذيب " (2/ 200) .
فهذا حديث ضعيف لتفرد أبي الزبير به ، وهو مدلس ، وقد عنعنه .
وقد صححه الألباني في " صحيح النسائي " ، ولكنه ضعفه في "ضعيف الجامع" (5621)، وتوسع في تخريجه وبيان علته في "السلسلة الضعيفة" (3/ 395) ، فقال :
" منكر :
أخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " (رقم 141) ومحمد بن الحسن الطبري
في " الأمالي " (4/1) والسياق له من طريق يعقوب بن عطاء بن أبي رباح عن عطاء
ابن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عطاء بن أبي علقمة بن الحارث مجهول كما في " التقريب ".
ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح مثله ، وبه أعله النسائي.
وقد خالفه الحجاج بن الحجاج فرواه عن أبي الزبير عن أبي علقمة عن أبي هريرة به
بلفظ:
" من سبح دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة ... " الحديث لم يذكر التكبير مائة مرة.
أخرجه النسائي (1/199) وفي " اليوم والليلة " أيضا (140)
وأبو علقمة هو المصري مولى بني هاشم.
قلت: ورجاله ثقات رجال مسلم، إلا أن أبا الزبير مدلس وقد عنعنه، فيخشى أن
يكون تلقاه عن ضعيف مثل يعقوب هذا ثم دلسه، وكأن الحافظ رحمه الله يميل إلى
هذا، فقد ذكر في ترجمة عطاء بن أبي علقمة حديثه هذا، ثم ذكر رواية الحجاج عن
أبي الزبير، ثم قال:
" فكأن الصواب: يعقوب بن عطاء عن أبي علقمة إن شاء الله تعالى ".
والمحفوظ في هذا الحديث إنما هو بلفظ:
" ثلاثا وثلاثين " كما رواه مسلم وغيره من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا،
وهو مخرج في " الأحاديث الصحيحة " رقم (101) " انتهى .
وهو يشير ـ رحمه الله ـ إلى
ما رواه مسلم (597) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا
وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا
وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ: تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا
إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ
زَبَدِ الْبَحْرِ ).
فهذا هو المحفوظ ، أما الحديث الوارد في السؤال : فضعيف ، كما تقدم .
ولا يزال الشيخ الألباني رحمه الله يعل أحاديث أبي الزبير المعنعنة بتدليسه .
والله تعالى أعلم .
تعليق