الحمد لله.
السؤال غير واضح بما فيه الكفاية، وسنجيب بحسب ما فهمنا منه.
أولا:
قد فهمنا أن اللاعب يحصل على مال من خلال اللعب، والظاهر أنه ليس مالا حقيقيا بل هو من نوع (الكوينز) الذي يباع ويشترى بمال حقيقي.
ولا يجوز أن تبذل جوائز مالية –حقيقية أو تؤول إلى مال حقيقي- في لعب كرة القدم ونحوها، سواء كانت لعبة حقيقية ، أو من ألعاب الفيديو ، وسواء كان المال من اللاعبين أو من الجهة المنظمة؛ روى أبو داود (2574) والترمذي (1700) وابن ماجة (2878) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا سَبَقَ إِلَّا فِي نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".
والسبَق: هو المكافأة أو الجائزة التي يأخذها السابق.
فلا يجوز أخذ المال أو العوض (السبَق) في شيء من المسابقات والألعاب إلا في هذه الثلاثة وما ألحق بها مما يعين على الجهاد المادي والمعنوي، كمسابقات حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية، والمسابقة بالطائرات، والسفن، والزوارق، ونحوها.
وينظر للفائدة: سؤال رقم (104030) ورقم (138652) ورقم (224335).
وعليه : فلا يجوز لك اللعب بهذه اللعبة أصلا، لما تشتمل عليه من الجائزة المحرمة.
ثانيا:
ما ذكرت من " فتح باك وأنها تعطيك عدد من اللاعبين الذين تعدك لتعطيك، ولكن اللاعبين قد يكونون سيئين أو جيدين ولكن كنت لا تزال تحصل على ما تعد ان تعطيك".
إن كان فتح الباك هذا مجانا، لا يدفع اللاعب مقابله شيئا، فلا حرج في أخذ ما وعد به من اللاعبين ولو مع جهالة حالهم، لأن الجهالة في التبرعات لا تضر.
وأما إن كان يدفع مقابلا، فلا يجوز إلا بعد العلم بحال من يحصل عليه من اللاعبين؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر. رواه مسلم (1513).
والغرر: الجهالة والمخاطرة.
ثالثا:
يجوز شراء الكوينز أو الكوينس بمال حقيقي.
وأما شراء اللاعبين بالمال، فيشترط فيه العلم باللاعب، ولا يجوز مع جهالة اسمه، إن كان هذا مؤثرا، أي إن كان اللاعبون متفاوتين في القوة والقيمة، لأن العلم بالمبيع شرط لصحة البيع، مع ما تقدم من النهي عن بيع الغرر.
رابعا:
من ملك الكوينزات بطريقة مشروعة جاز له بيعها بالمال الحقيقي لطرف أجنبي غير صاحب اللعبة، كما سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (199031).
وذكرنا فيه جواز شراء الميزات الإضافية في الألعاب، وشراء النقود الوهمية بنقود حقيقية، وتحريم البيع لمالك اللعبة الذي يتيح له اللعب على سبيل التحدي ليكسب نقوداً أكثر؛ لأنه من القمار المحرم.
وقد تقدم أنه لا يجوز أخذ الكوينزات من المباريات، يعني : من المغالبة بين طرفين ، بحيث يكون أحدهما رابحا ، والآخر خاسرا .
ولا يجوز لعب المباريات على هذه الكوينزات.
خامسا:
ينبغي الحذر من الإفراط في اللعب المباح، فإن العبد يسأل يوم القيامة عن عمره فيما أفناه.
وأما إن شغله اللعب عن واجب، كصلاة الجماعة مثلا، فإنه يكون محرما.
والله أعلم.
تعليق