الحمد لله.
أولا:
" مُتلازِمةُ كلاينفلتر Klinefelter syndrome تُسمَّى أحياناً KS أو XXY)) هي حالةٌ يُولَد فيها الأولادُ والرِّجال بجِسم صبغيّ، كروموسوم chromosome زائِد، وهو الجسم الصبغيّ X.
الأجسامُ الصبغيَّة، أو الكروموسومات: هي رُزَمٌ من الجينات، تُوجَد في كلِّ خليَّة من خلايا البدن، ويُحدِّدُ نوعان من الأجسام الصبغيَّة الجنسَ الوراثيّ للمولود، وهُما إمَّا X أو Y.
إذا كان المولودُ أنثى، سيكون لديها جسمان صبغيَّان X (XX) عادةً، بينما يكون لدى المولود الذَّكر جسمٌ صبغيّ X واحِد وجسم صبغيّ Y واحِد (XY)؛ ولكن، عند الإصابة بمُتلازِمة كلاينفلتر، يُولد الذَّكر بنسخةٍ إضافيَّةٍ من الجسم الصبغيّ X (XXY).
ليس الجسمُ الصبغيّ X من الأجسام الصبغيَّة الأنثويَّة، بل هُو موجودٌ عند جميع البشر؛ بينما يدلّ الجسمُ الصبغيّ Y على الجنس الذُّكوري.
يبقى الأولادُ والرِّجال الذين لديهم مُتلازِمة كلاينفلتر ذُكوراً من ناحيةٍ جينيَّةٍ، ولا يُدركِون أنَّ لديهم هذا الجسم الصبغي الزائد عادةً .
ولكن يُمكن أن تُسبِّبَ هذه المُتلازِمة أعراضاً قد تتطلَّب علاجاً في بعض الأحيان" انتهى من "موسوعة الملك عبد الله بن عبد العزيز الصحية".
ومن أعراض هذه المتلازمة:
" • في المُراهَقة، تنمو القامةُ بشكلٍ أطول ممَّا هُو مُتوقَّع لدى بقية أفراد العائلة (مع ذراعين وساقين أطول)، وأوراك أوسَع ونقص في قوَّة أو توتُّر العضلات ، مع نموِّ للعضلات أبطأ ممَّا هُو مُعتاد؛ ويترافق هذا مع نقص في كمية الشعر على الوجه والبدن، حيث يبدأ الشعر بالنموّ بشكلٍ مُتأخِّرٍ أكثر من المُعتاد، ويكون القضيب صغيراً وكذلك الخصيتان، مع تضخُّم في الثديين (تثدِّي الرَّجل) gynaecomastia.
• في سنّ البلوغ: يظهر عدم القُدرة على إنجاب الأطفال بشكلٍ طبيعيّ (عُقم)، مع ضعفٍ في الدَّافع الجنسيّ، بالإضافة إلى السِّمات البدنيَّة التي ذُكِرت سابِقاً" انتهى من المصدر السابق:
https://goo.gl/UCGZ5s
وجاء في موسوعة ويكيبيديا:
" إن الأعراض كلها عادة تكون نتيجة الصبغي (x) الزائد ، الذي أدى إلى اختلال في توازن هرمونات الجسم، وذلك حيث إننا نجد أن بعض الجينات الأنثوية ، والمحمولة على ذات الصبغي ، قد عبرت بشكل ما عن نفسها .
وهذه الأعراض هي :
العقم: وذلك نتيجة غياب الخلايا المولدة للحيوانات المنوية لديه.
التأخر العقلي وصعوبة في التعلم والفهم.
زيادة حجم الثدى، وعضلات الجسم تكون إلى حد ما أنثوية.
طول الأطراف أكثر من الطبيعي.
شعر العانة يكون كشعر العانة للأنثى.
اختفاء الصلع الأمامي (انحسار الشعر في جانبي الجبهة) الموجود لدى معظم الرجال.
ضعف في الانتصاب وضعف الرغبة الجنسية.
طول القامة.
صغر الخصيتين" انتهى.
وأفادت المصادر بأنه يمكن معالجة مشكلة الإنجاب بالتلقيح الصناعي.
ثانيا:
إذا كان الزوج مصابا بهذه المتلازمة، ونتج عنها العقم، ولم يمكنه الإنجاب بطريقة أخرى، فللزوجة الراغبة في الولد طلب الطلاق أو الخلع.
وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (21592) وأن العقم ليس من العيوب التي تعطي الزوجة حق الفسخ عند الجمهور، لكن لها طلب الطلاق أو الخلع.
وإن ترتب على الإصابة ضعف الانتصاب، بحيث لا يمكن الزوج وطء زوجته، فهذا يدخل في (العُنَّة) ، وهي من العيوب التي تبيح للمرأة فسخ النكاح ، بعد تأجيل الزوج سنة، إلا إذا قرر الأطباء من ذوي الكفاءة والأمانة أنه لن تعود إليه قوة الجماع، فلا فائدة من التأجيل .
وينظر: "الشرح الممتع على زاد المستقنع " لابن عثيمين (12 / 207) .
فإن كان يمكنه الوطء فليس عنينا.
فإن تضررت الزوجة بهذا الضعف ، ولم يحصل لها الإشباع الغريزي : فلها طلب الطلاق أو الخلع.
وإن اختارت البقاء معه ، سواء ضعف عن الوطء ، أو عجز عنه كليا، فلها ذلك؛ فالنكاح له أهداف كثيرة غير الوطء،والولد، منها الأنس، والرعاية، والنفقة، وغير ذلك.
قال الشيخ إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويان الحنبلي – رحمه الله - :
"ويباح - أي : الزواج - لمن لا شهوة له ، كالعنِّين ، والكبير ؛ لعدم منع الشرع منه" انتهى من " منار السبيل " ( 2 / 91 ) .
وينظر: جواب السؤال رقم (114670).
والله أعلم.
تعليق