الحمد لله.
أولا:
الألعاب منها ما هو مباح، ومنها ما هو محرم، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (22305).
وينبغي للمسلم أن يعلم أنه مسئول عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وأن كل ساعة يمكن أن تعمر بآلاف الحسنات، ويمكن أن تضيع هباء، وأن مقامات الدين والإيمان تحتاج إلى بذل وصبر ومجاهدة، وأن عليه أن يستبق الخيرات، وأن ينافس في الصالحات، لا سيما إذا كان في مرحلة الشباب، فأمامه حفظ القرآن، وطلب العلم، وتحصيل المعاش وغير ذلك.
وما أجمل النصيحة التي قدمها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لتلميذه ابن القيم.
قال ابن القيم رحمه الله: "وقال لي يوما شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - في شيء من المباح: هذا ينافي المراتب العالية، وإن لم يكن تركه شرطا في النجاة. أو نحو هذا من الكلام.
فالعارف يترك كثيرا من المباح ، إبقاء على صيانته. ولا سيما إذا كان ذلك المباح برزخا بين الحلال والحرام، فإن بينهما برزخا - كما تقدم - فتركه لصاحب هذه الدرجة كالمتعين الذي لابد منه ، لمنافاته لدرجته" انتهى من مدارج السالكين (2/ 28).
وهذا لا يمنع من اللعب أحيانا، للترفيه عن النفس، لكن مع اليقظة والاحتراس والشح بالوقت أن يضيع فيما لا ينفع العبد في دينه ولا دنياه .
ثانيا:
لا حرج في اللعب بالألعاب المباحة في موقع يشتمل على مباح ومحرم، وإن كان الأولى التعامل مع موقع خال من المحرمات؛ لما ذكرتَ من أن الدخول على الموقع يعطيه شهرة وإقبالا، ولما يُخاف على النفس من أن تزل وتضعف أمام شيء من الحرام.
ولا يعد الدخول على هذا الموقع إعانة محرمة؛ لأنها إعانة غير مقصودة، وغير مباشرة، وإنما تحرم الإعانة على المعصية إذا كانت مقصودة، أو مباشرة قريبة، كمن يعمل دعاية للعبة المحرمة.
وينظر في ضابط الإعانة على المعصية: جواب السؤال رقم (247586).
والله أعلم.
تعليق