الحمد لله.
أولا:
هذا التصرف لا يجوز شرعا:
لأن الله تعالى قد نهانا عن اتباع خطوات الشيطان؛ حيث قال سبحانه وتعالى:
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور (21).
ومحادثة النساء الأجانب من غير حاجة من خطوات الشيطان إلى الفساد، لاسيما المحادثات الخاصة .
وكثيرا ما يخدع الشيطان بعض الناس بهذه الحيلة ، فيوهمه أنه يحادث المرأة لدعوتها إلى الإسلام ، وإذا به يوقعه الشيطان في حبائله فيقع فيما هو أعظم المنكرات ، كما وقع ذلك كثيرا ، وقد وردت إلينا أسئلة كثيرة ممن خدعهم الشيطان وأوقعهم فيما هو من كبائر الذنوب وكانوا يظنون أنهم يحسنون صنعا .
وانظر على سبيل المثال السؤال رقم (60269) .
ومحادثتك لهذه الفتاة لا حاجة إليه؛ لأن بإمكانك أن تسلم عنوان صفحتها إلى بعض قريباتك ليتحدثن معها ويرشدنها إلى الإسلام، أو ترشدها إلى بعض المواقع والصفحات المتخصصة في مناقشة الأديان ، أما أنت فلعك أن تدرك فضل الدعوة إلى الإسلام بدعوة أهل جنسك من الرجال والشباب.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم (34841).
وهذه الطريقة التي أشرت إليها - التسمي باسم فتاة - تحتوي على الغش والكذب والخداع بلا حاجة ملحة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي ) رواه مسلم (102).
وقال صلى الله عليه وسلم: (المَكْرُ وَالخَديِعَةُ فِي النَّارِ) رواه البيهقي في الشعب وصححه الألباني في صحيح الجامع.
والحاصل :
أن ما فعلته من فتح صفحة وهمية ، وتواصلك مع هذه الفتاة من خلالها : كلاهما أمر محرم ممنوع ، وهو من كيد الشيطان ، واستدراجه لك ، ولعبه بك . وغاية ما يقال لك : أن تدلها على صفحات إسلامية نافعة ، ثم تغلق هذه الصفحة الوهمية باسمك ، وتقطع علاقتك بها .
ثانيا :
وأما ما ذكرته ، من وضع يدك على الذكر .. ، فهذا غير جائز ، بل هو من الاستمناء المحرم، وإنما يعفى للنائم عما حصل منه ، من قول أو فعل ، إذا كان مغلوبا بنومه ، غائبا عن وعيه ، بحيث لا يشعر بما يقول ويفعل ، وأما من كان مدركا لذلك ، أو له نوع إدراك : فهو مؤاخذ بما يفعل .
والله أعلم.
تعليق