السبت 22 جمادى الأولى 1446 - 23 نوفمبر 2024
العربية

حديث موضوع في بدء الخلق .

265655

تاريخ النشر : 17-03-2018

المشاهدات : 8802

السؤال

قرأت عن بداية الخلق في أحد الكتب أن الله سبحانه وتعالى خلق ياقوتة خضراء لا يعلم طولها وعرضها إلا الله ، ثم نظر إليها بعين الهيبة فذابت وصارت ماء ، ثم وضع عرشه علي الماء ؛ أريد التحقق من صحة ما قرأت .

ملخص الجواب

هذا حديث موضوع ، لا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا إلى ابن عباس رضي الله عنهما .

الجواب

الحمد لله.

هذا الحديث رواه أبو الشيخ الأصبهاني في "كتاب العظمة" (2/546) برقم : (192) ، فقال :

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّوِيلُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الْمَاءَ خَلَقَ مِنَ النُّورِ يَاقُوتَةً خَضْرَاءَ ...) الحديث بطوله .

وهذا حديث موضوع ، نوح بن أبي مريم متهم بالوضع ، قال مسلم وغيره: متروك الحديث.

وقال الحاكم : وضع حديث فضائل القرآن الطويل .

وقال البخاري : منكر الحديث .

وقال ابن حبان : كان ممن يقلب الأسانيد ، ويروى عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال.

"ميزان الاعتدال" (4/ 279)، "المجروحين" (3/ 48) .

والراوي عنه حبيب بن أبي حبيب ، كذبه الإمام أحمد ، وقال أبو داود : كان من أكذب الناس، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، روى عن ابن أخي الزهري أحاديث موضوعة، وقال ابن حبان:

أحاديثه كلها موضوعة ، ولا يحتشم حبيب في وضع الحديث على الثقات وأمره بين في الكذب .

"تهذيب التهذيب" (2/ 159) .

وقال المطهر ابن طاهر المقدسي في "البدء والتاريخ" (1/ 148):

" وفي كتاب أبي حذيفة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنه : " أن الله لما أراد أن يخلق الماء خلق من النور ياقوتة خضراء - ووصف في طولها وعرضها وسمكها ما الله به عليم - قال: فلحظها الجبار لحظة ، فصارت ماء يترقرق ، لا يثبت في ضحضاح ولا غير ضحضاح، يرتعد من مخافة الله ، ثم خلق الريح فوضع الماء على متن الريح ، ثم خلق العرش فوضعه على متن الماء، فذلك قوله تعالى : ( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) ".

وهذا باطل أيضا ، جويبر هو ابن سعيد الأزدي ، متروك ، كما قال الدارقطني والنسائي وغيرهما ، وضعفه ابن المديني جدا .

"ميزان الاعتدال" (2/222) ، "التهذيب" (2/106)

وأبو حذيفة هو إسحاق بن بشر، صاحب كتاب المبتدأ.

كذبه علي بن المديني ، وقال ابن حبان: لا يحل حديثه إلا على جهة التعجب، وقال الدارقطني: كذاب متروك.

"ميزان الاعتدال" (1/ 184) .

ويراجع لتفسير قول الله تعالى: ( وكان عرشه على الماء ) جواب السؤال رقم : (146779)

وينظر في فضل العرش والكرسي جواب السؤال رقم : (102871) ، (219403) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب