السبت 18 شوّال 1445 - 27 ابريل 2024
العربية

نسي صلاة الاستخارة؛ فكيف يتدارك الأمر؟

265926

تاريخ النشر : 02-01-2019

المشاهدات : 9473

السؤال

فعلت أمرا قبل أن أستخير الله فيه ، أعلم أنه لا إثم علي ، ولكني لست مطمئن البال ، وأريد أن أتدارك الأمر ، فماذا أفعل ؟

الجواب

الحمد لله.

صلاة الاستخارة تكون عند الهم بالأمر ، وقبل الجزم به ، فما دام المسلم مترددا بين الفعل والترك ، أو لم يتبين له وجه الخير فيما عزم عليه : فإنه يشرع له صلاة الاستخارة .

فإن جزم بأحد الأمرين ، أو تبين له وجه الخير في فعله : فلا وجه للاستخارة حينئذ ، وإن فعلها فلا تنفعه شيئا .

ففي حديث الاستخارة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم   إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ... إلخ الحديث  رواه الْبُخَارِيُّ (1166) .

قال البهوتي رحمه الله في " كشاف القناع " (1/443) : " ولا يكون ، وقتَ الاستخارة ، عازما على الأمر الذي يستخير فيه ، أو على عدمه " انتهى .

وقال القرطبي المالكي - رحمه الله - : " قال العلماء : وينبغي له أن يفرغ قلبه من جميع الخواطر ، حتى لا يكون مائلاً إلى أمر من الأمور " انتهى من " الجامع لأحكام القرآن " (13/206) .

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله : " ( ولا يكون وقت الاستخارة عازماً على الفعل أو الترك ) ، فإنه إذا كان كذلك لم يبق محل للاستخارة " انتهى من " شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة " (ص112) .

وينظر السؤال رقم : (225812) .

وإذا كان هذا فيمن جزم ولم يفعل ، فالذي فعل أولى بأنه قد فاتته الاستخارة ، ولا سبيل إلى استدراكها .

لكن إذا كان الأمر الذي فعله يمكنه الاستمرار فيه أو تركه والرجوع عنه ، وهو لا يزال مترددا بين الاستمرار والترك ، فإنه يمكنه الاستخارة حينئذ بين الاستمرار والترك .

أما إذا كان الأمر لا يمكن استدراكه ، فقد فاتت صلاة الاستخارة ، وبقيت أسباب أخرى كثيرة لتيسير الأمور ، وجلب الخير ودفع الشر .

منها : الدعاء العام بأن الله ييسر له الخير ويصرف عنه الشر ، ويرزقه الرضى بما قدره الله تعالى .

ونحو ذلك من الأدعية .

وينظر الدعاء المذكور في جواب السؤال رقم : (227973) .

ومنها : ملازمة تقوى الله سبحانه وتعالى ، والعمل الصالح .

قال الله تعالى:  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا   الطلاق/2 – 3.

وقال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  النحل/97.

وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (229852) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب