الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

علاج الاضطراب الذهاني المحدث بالمواد الإدمانية أو المخدرات

266190

تاريخ النشر : 11-04-2017

المشاهدات : 16086

السؤال

أعاني من مرض نفسي يقودني إلى حدّ الجنون وتتغير معاملتي مع النَاس حتى مع والداي اللذان عانا معي كثيرا ولا أستطيع التحكّم فيما أفعل وكأن شخصا آخر داخلي أخذ يفعل ما يشاء وأنا أنظر، حتى وإن حاولت وعظ نفسي بدروس عن عظمة الله والتفكّر في خلقه ورحمته وعقابه وما أعدّ للمتقين والعاصين، أحافظ ولله الحمد على صلواتي في جماعة والأذكار وأجاهد نفسي ما استطعت حتى عندما يتغلّب المرض علي لكن أبقى في حالة نفسية خانقة ولا أعلم إن كان يصحّ قول هذا لكن عندما أدخن الحشيش أرجع إلى حالتي الطبيعية معي بعض التّعب وأستطيع حينها الشروع في الأعمال اليومية . ذهبت عند أطباء أعطوني مسكنات وأدوية أخرى لكن لا تأثر في ولو أخذت جرعات زائدة . يمر علي اليوم والليلة وأنا خائف أن تُقبض روحي وأنا أدخن ولا أعلم إن كان ما أفعله سيؤدي بي إلى ما لا تحمد عقباه وأنا أدخن وأتوب ثم أدخن وأبقى على هذا الحال أسأل الله أن ينفعني بعلمكم

الجواب

الحمد لله.


أولا :

نسأل الله أن يصرف عنا وعنك كل سوء وأن يتم عليك ستره وعافيته .

ثم نقول :
ما ذكرته : هو صورة من صور الاضطرابات النفسية الذهانية المعروفة في الطب النفسي باسم

الاضطراب الذهاني المحدث بالمواد الإدمانية أو المخدرات ( كالحشيش أو الترامادول أو الكحول )

Substance-Induced Psychotic Disorder

وهذا الاضطراب يحدث خللا اجتماعيا ووظيفيا شديدا، لسيطرة الأوهام والهلاوس على المبتلى به ، وكأن بداخله شخصا آخر يتحكم به ، كما تفضلت في سؤالك .

وبما يقوده لفعل أشياء غريبة ، أو خطيرة .

ثانيا :

الواجب من الناحية الشرعية ، والطبية أيضا ، على حد سواء : التوقف عن تعاطي أي مادة مخدرة، كالحشيش أو غيره؛ فإن من شأنها أن تزيد من سوء الحالة ، وذلك من خلال المتابعة مع طبيب مختص في علاج حالات الإدمان، وعلاج الاضطراب الذهاني الناشيء عنها .

فإن لم تستطع - عافاك الله - التوقف عن تعاطي الحشيش ، فهنا سوف تكون الإقامة ، لفترة يقدرها الطبيب ، في مصحة للتعافي من الإدمان : أمرا ضروريا بالنسبة لحالتك .

واعلم أخانا الفاضل - سلمك الله - أن العلاج الدوائي بمضادات الذهان antipsychotics ، والعلاج النفسي بجلسات الإذعان compliance therapy أمر غاية في الأهمية، لئلا يتطور الاضطراب إلى ما لا تحمد عقباه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك شفاء لا يغادر سقما
 

وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم (11941) ورقم (41760).


والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب