السبت 22 جمادى الأولى 1446 - 23 نوفمبر 2024
العربية

حديث موضوع عن العروس أنها تمنع عن أنواع من الأطعمة

268761

تاريخ النشر : 28-09-2017

المشاهدات : 16171

السؤال

هل هذا الحديث صحيح ؟ عن أبي سعيد الخدري أنه النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : ( وامنع العروس في أسبوعك من الألبان ، والخل ، والكزبرة ، والتفاح الحامض ) ؟ وما معني الكزبرة ؟ والتفاح الحامض ؟ وما المراد بالمنع من الألبان والخل؟

ملخص الجواب

ملخص الجواب :  هذا الخبر موضوع لا يصح.

الجواب

الحمد لله.

هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" (2 / 267 - 268) بسنده: " عن عبد الله بْنِ وَهْبٍ النَّسَوِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ أَنْبَأَنَا خُصَيْفٌ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ( أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِذَا دَخَلَتِ الْعُرُوسُ بَيْتَكَ فَاخْلَعْ خُفَّكَ حِينَ تَجْلِسُ وَاغْسِلْ رِجْلَهَا وَصُبَّ الْمَاءَ عَلَى بَابِ دَارك إِلَى أقْصَى دَارك فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ أَخْرَجَ اللَّهُ من دَارك سبعين بابا من الْفَقْرِ وَأَدْخَلَ فِيهِ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْبَرَكَةِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهَا سَبْعِينَ رَحْمَةً وَتَأْمَنُ الْعَرُوسُ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ مَا دَامَتْ فِي تِلْكَ الدَّارِ، وَامْنَعِ الْعَرُوسَ فِي أُسْبُوعِهَا الأَوَّلِ مِنَ اللِّبَانِ وَالْخَلِّ وَالْكُزْبَرَةِ وَالتُّفَّاحَةِ الْحَامِضَةِ.

قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُول الله لأي شيء أَمْنَعُهَا هَذهِ الأَشْيَاءَ الأَرْبَعَةَ ؟ قَالَ: لأَنَّ الرَّحِمَ يَعْقَمُ وَيَمْرُدُ مِنْ هَذهِ الأَشْيَاءِ عَنِ الأَوْلادِ، وَالْحَصِيرُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ خَيْرٌ مِنِ امْرَأَةٍ لَا تَلِدُ ).

وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي ورقتين " انتهى.

ففي سند الحديث عبد الله بْن وَهْب النَّسَوِيّ، قال عنه ابن حبان رحمه الله تعالى:

" عبد الله بن وهب النسوي: شيخ دجال يضع الحديث على الثقات، ويلزق الموضوعات بالضعفاء ... " انتهى، من "المجروحين" (2 / 43).

وهذا الحديث ذكر شطرا منه أبو القاسم القزويني في "التدوين في أخبار قزوين" (4 / 42) بسنده عن بُنْدَار بْن عُثْمَانَ الْوَرَّاقِ ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنْ خَصِيفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:  أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: ( يَا عَلِيُّ إِذَا دَخَلَتِ الْعَرُوسُ بَيْتَكَ فَاخْلَعْ خُفَّيْهَا حِينَ تَجْلِسُ وَاغْتَسِلْ رِجْلَيْهَا وَصُبَّ الْمَاءَ مِنْ باب دَارِكَ إِلَى أَقْصَى دَارِكَ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ دَارِكَ سَبْعِينَ لَوْنًا مِنَ الْفَقْرِ وَأَدْخَلَ فِيهَا سَبْعِينَ لَوْنًا مِنَ الْبَرَكَةِ وَأَنْزَلَ سَبْعِينَ رَحْمَةً تُرَفْرِفُ عَلَى رَأْسِ الْعَرُوسِ تَتَنَاثَرُ بَرَكَتُهَا كُلَّ زَاوِيَةٍ من بيتك ) وللحديث بقية.

وفي سنده إسحاق بن نجيح وهو الملطي ، وقد حكم عليه أهل العلم أنه كان يكذب ويضع الحديث.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

" إسحاق بن نجيح الملطي: عن عطاء الخراساني وابن جريج وغيرهما.

كنيته أبو صالح، وقيل: أبو يزيد...

قال أحمد: هو من أكذب الناس. وقال يحيى: معروف بالكذب ووضع الحديث.

وقال يعقوب الفسوي: لا يكتب حديثه. وقال النسائي والدارقطني: متروك.

وقال الفلاس: كان يضع الحديث صراحا " انتهى. "ميزان الاعتدال" (1 / 200 - 201).

وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

" قلت: وهذا موضوع باطل ظاهر البطلان؛ آفته إسحاق بن نجيح وهو الملطي، كذاب وضاع، لا بارك الله فيه " انتهى. "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (7 / 311).

ويروي هذا الحديث عن إسحاق  أحمد بن عبد الله وهو الجويباري ، وهو أيضا متهم بالكذب ووضع الحديث؛ قال عنه ابن حبان رحمه الله تعالى:

" وقد تعلق به أحمد بن عبد الله الجويباري ، فكان يروى عنه ما وضعه إسحاق ، ويضع عليه ما لم يضع أيضا " انتهى. "المجروحين" (1 / 134 - 135).

فالخلاصة؛ أن هذا الخبر موضوع لا يصح؛ لأن سنده يرجع إلى عبد الله بن وهب النسوي ، وأيضا إلى أحمد بن عبد اللَّه ، عن  إسحاق بن نجيح، وهم كلهم متهمون بالكذب ووضع الحديث.

وقال ابن حبان رحمه الله تعالى:

" تتبعت حديثه – أي أحاديث عبد الله بن وهب النسوي - فكأنه اجتمع مع أحمد بن عبد الله الجويباري واتفقا على وضع الحديث، فقلَّ حديث رأيته للجويباري من المناكير التي تفرد بها ، إلا ورأيته لعبد الله بن وهب هذا بعينه ؛ كأنهما متشاركان فيه " انتهى، من "المجروحين" (2 / 43 - 44).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب