الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

حديث لا أصل له فيمن تعسر عليه الحفظ .

268828

تاريخ النشر : 25-03-2018

المشاهدات : 6713

السؤال

روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أتانى جبريل عليه السلام ، فقال يا محمد من تعسر عليه الحفظ من أمتك فليأخد ماء المطر ليلة الجمعة فى إناء جديد ، ويقرأ عليه فاتحه الكتاب ، ايه الكرسى ، قل هو الله احد، المعوذتين ، كل منها 70 مرة ، ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحى ويميت ، وهو على كل شىء قدير ، ثم يصلى على سيدنا محمد 70 مرة ، ويحوض بأصبعه فى ذلك الإناء حين يقرأ ، أو يصوم ثلاثة أيام ، ويفطر على ذلك الماء ، فإنه يحفظ القرآن ، وكل ما سمعه من العلم ، وينفع كل داء وبلاء فى العظام ، ويداوم على شربه 7 أيام متواليات فإنه يبرأ بأذن الله تعالى ) فما صحة هذا الحديث ؟

ملخص الجواب

هذا حديث باطل لا أصل ، ولا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه من الكذب عليه .

الجواب

الحمد لله.

هذا الكلام لا نعلم له أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم نجد أحدا من أهل العلم ذكره ، ولو بدون إسناد ، ولوائح الوضع عليه ظاهرة غير خفية ، وقد ذُكر هذا الكلام في كتاب منسوب للحافظ جلال الدين السيوطي ، واسمه "الرحمة في الطب والحكمة" فقال : " روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره بتمامه .

ولا نعلم للسيوطي كتابا بهذا الاسم ، ولا شك في أنه لغيره ، ممن لا عناية له بالعلم الشرعي ، لما وقع فيه من الأكاذيب والأباطيل والخرافات .

وقد قال ابن القيم رحمه الله :

" الأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ، ومجازفات باردة ، تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى من"المنار المنيف" (ص 50) .

وقد ذكر رحمه الله أمورا كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا ، فذكر منها: أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء فضلا عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو وحي يوحى ، فيكون الحديث مما لا يشبه الوحي بل لا يشبه كلام الصحابة .

راجع : "المنار المنيف" (ص 56- 62)

فلا يجوز أن ينسب هذا الكلام للنبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه من الكذب عليه ، وعلى جبريل عليه السلام ، وعلى الله تعالى ، وهذا من أعظم الكبائر الموبقة ، وقد قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ) الأنعام/ 93 ، وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في "مقدمة الصحيح" (1/7) ، قال النووي رحمه الله :

" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا ، وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .

ولو صح هذا الكلام لما كاد أحد أن يعاني من حفظ كتاب الله ، أو حفظ شيء من العلم ، ولعمل به المحدثون ورواة الأحاديث ، ولانتشر فيهم ، ولكثرت رواته ، ولسارت به الركبان ، ولأوصى به العلماء وطلبة العلم ، ولما لم يكن شيء من ذلك ، عُلم أنه كذب وزور .

وينظر لمعرفة الأسباب المعينة على قوة الحفظ ومقاومة النسيان ، جواب السؤال رقم : (3328)، (228933).

والله تعالى أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب