الحمد لله.
لا يشرع التبرك بآثار غير النبي صلى الله عليه وسلم، لا بمائه ولا شعره ولا غير ذلك؛ لعدم وروده.
فقد تبرك الصحابة بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينقل عنهم التبرك بآثار أبي بكر أو عمر رضي الله عنهما، وهما من سادات الأولياء والصالحين، فلو كان التبرك بغير النبي صلى الله عليه وسلم مشروعا، لكانا أولى الناس بذلك.
قال الشاطبي رحمه الله : " الصحابة رضي الله عنهم بعد موته عليه السلام لم يقع من أحد منهم شيء من ذلك بالنسبة إلى من خلفه ، إذ لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم بعده في الأمة أفضل من أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فهو كان خليفته ، ولم يُفعل به شيء من ذلك ، ولا عمر رضي الله عنهما ، وهو كان أفضل الأمة بعده ، ثم كذلك عثمان ، ثم علي .
ثم سائر الصحابة الذين لا أحد أفضل منهم في الأمة ، ثم لم يثبت لواحد منهم من طريق صحيح معروف أن متبرِّكا تبرك به على أحد تلك الوجوه أو نحوها .
بل اقتصروا فيهم على : الاقتداء بالأفعال والأقوال والسِّيَر التي اتبعوا فيها النبي صلى الله عليه وسلم .
فهو إذاً : إجماع منهم على ترك تلك الأشياء كلها " انتهى من "الاعتصام" (1/482).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " التبرك بالصالحين ينقسم إلى قسمين :
أولاً : أن يتبرك بدعائهم بأن يسألهم أن يدعوا له وهذا جائز .. بشرط أن يعرف صلاحهم وتقواهم وان لا يفتتنوا هم بذلك .
ثانياً : التبرك بآثارهم .. كثيابهم وأغراضهم ... الخ وهذا لا يجوز ومن البدعة وما يجب النهي عنه . " انتهى .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (10083) ورقم (21581).
والبر بالأم لا يكون بشرب هذا الماء ، وإنما يكون بطاعتها ، والإحسان إليها ، وحسن معاملتها ومساعدتها بالمال والعمل ، والدعاء لها في حياتها وبعد وفاتها ... ونحو ذلك .
والحاصل :
أنه لا يشرع التبرك بماء الأم، ولا بشرب ما نزل من وضوئها ، ونحو ذلك، وذلك من الغلو.
ولا يجوز نشر المقطع المشتمل على ذلك، إضافة لاشتماله على الموسيقى، وكشف ذراعي المرأة وقدميها وذلك عورة يجب سترها.
والله أعلم.
تعليق