الحمد لله.
شروط التوبة ثلاثة : الندم على الذنب الماضي ، والإقلاع عن الذنب الحاضر ، والعزم على عدم العودة لهذا الذنب في المستقبل ، ومن علامات هذا العزم أن يغلق التائب الأبواب الموصلة لهذا الذنب ، وأن يسد الذرائع المؤدية له .
وعليه : فلا يجوز لمن تواصل مع امرأة تواصلًا محرمًا شرعا ، أن يبقى على هذا التواصل معها بحال من الأحوال ، بل الواجب عليه أن يسد كل باب موصل لها ، وهذا بالنسبة إليه : أول خطوة صحيحة في طريق توبته ، إن كان جادا في هذه التوبة والإنابة إلى رب العالمين .
وننصحكِ أختنا الفاضلة ، إذا كنت تريدين الحفاظ على زواجكِ : أن تصبري على زوجكِ ، وأن تحاولي مساعدته في غلق الأبواب دون تواصله مع هذه المرأة بشتى الطرق ، وأن تعطيه فرصة أخرى ، للتوبة والاستقامة والإصلاح ، وتحذريه من التلون ، والتلاعب بتوبته ، ونكث العهد مع رب العالمين ، وتعظينه ، وتخوفينه من شر تلك القاذورات ، وأثرها على العبد ، وشؤمها عليه في دينه ودنياه ؛ وليحذر العبد الناصح لنفسه من خزي الدنيا ، وعذاب الآخرة ؛ فإنه الله يمهل ، ولا يهمل : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة /7-8
وإذا أمكنك أن تجلسي معه في مناقشة بأسلوب هاديء ، لمحاولة الوصول للأسباب والدوافع وراء تواصله مع هذه المرأة : فنرجو أن يكون فيه الخير لكما .
ومن المؤكد أن صدقه ، وجديته في الالتزام بذلك : سوف تظهر عليه ؛ فمتى كان جادا في ذلك ، صادقا في توبته ، حريصا على أن يحافظ على بيته من أن ينهار : فابقي معه ، وحافظي أنت أيضا على بيتك ، واجتهدي في أن تتناسي ذلك الماضي ، وتعينيه على نفسه وعلى شيطانه فيما هو آت .
وإن تكن الأخرى ، وعاد ، فراغ ، ونكث العهد ، وواصل ذلك الطريق : فلا خير لك في مثله .
والله أعلم
تعليق