الحمد لله.
ما يروونه عن أبي المليح الهذلي عن أبيه قال: "كنا جلوسا عند عمر بن الخطاب إذ دخل علينا رجل من أهل الروم، قال له: أنت من العرب؟ قال: نعم، قال: أما إني أسألك عن ثلاثة أشياء، فإن خرجت منها آمنت بك وصدقت نبيك محمدا، قال: سل عما بدا لك يا كافر، قال أخبرني عما لا يعلمه الله، وعما ليس لله، وعما ليس عند الله، قال عمر: ما أتيت يا كافر إلا كفرا، إذ دخل علينا أخو رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال لعمر: أراك مغتما، فقال: وكيف لا أغتم يا ابن عم رسول الله وهذا الكافر يسألني عما لا يعلمه الله وعما ليس لله وعما ليس عند الله؟ فهل لك في هذا شيء يا أبا الحسن؟
قال: نعم، أما مالا يعلمه الله فلا يعلم الله أن له شريكا ولا وزيرا ولا صاحبة ولا ولدا، وشرحه في القرآن: ( قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ ) وأما ما ليس عند الله فليس عنده ظلم للعباد، وأما ما ليس لله فليس له ضد ولا ند ولا شبه ولا مثل.
قال: فوثب عمر وقبل ما بين عيني علي عليه السلام ثم قال: يا أبا الحسن منكم أخذنا العلم، وإليكم يعود، ولولا علي لهلك عمر، فما برح النصراني حتى أسلم وحسن إسلامه ".
فهذا شيء يذكره الشيعة في كتبهم ، كما ذكره المجلسي في "بحار الأنوار" (40/286).
وهذا الكتاب فيه من الطوام والبلايا والأكاذيب ما لا يعلمه إلا الله .
ولا وجود لشيء من ذلك في كتب أهل السنة، بحسب ما نعلم ، ولا نعلم أحدا من أهل الرواية ولا التاريخ ذكر ذلك ، ولو من دون إسناد ، وأبو المليح الهذلي ثقة ، من رجال الكتب الستة ، وأبوه صحابي رضي الله عنه ، فأهل السنة أولى بهما وبحديثهما ، ومثل هذا لو حصل لرووه وحكوه ، فإذ لم ينفرد بروايته إلا هؤلاء الروافض الذين هم من أكذب خلق الله ، عُلم أنه لا أصل له .
ومثل هذه الأحاجي التي توهم معاني باطلة لا تروج على عمر رضي الله عنه ، ولا يغتم لها ، ولا ينشغل بها ، ولكن الشيعة يريدون أن يثبتوا – بكذبهم – أن عليا أعلم من عمر ، فيأتون بمثل هذا الكذب المفضوح .
والله تعالى أعلم.
تعليق