الحمد لله.
التعامل بنظام الفوركس يشتمل على عدة محاذير شرعية :
منها : الربا لأجل رسوم التبييت، ومنها: الجمع بين السلف والسمسرة، وهذا متمثل في الرافعة المالية، أو المارجن، ومنها أيضًا عدم التقابض الفوري بين العملات، ولهذا صدر من مجمع الفقه الإسلامي قرار بتحريم التعامل بالفوركس.
وانظر : جواب السؤال رقم : (125758) ، ورقم : (159548).
فإن أمكن اجتناب هذه المحاذير جاز التعامل.
ولا يمكن اجتنابها إلا باجتناب الرافعة المالية، فتتاجر عبر الموقع فيما تملكه من نقود، دون إضافة الوسيط ، مع مراعاة التقابض الفوري في بيع وشراء ما يلزم فيه التقابض كالعملات والذهب والفضة.
أما المشاركة في مسابقة فوركس فلا نرى جواز ذلك لما يلي :
- أنك ذكرت أنك ستستعمل الرافعة المالية من أجل الربح ، وهذا فيه إقرار بهذا النظام الربوي ، والواجب هو إنكار الربا وتغييره لا إقراره ، والعمل به .
- أن أكثر صورة المتاجرة بهذا النظام لا تخلو من عقود محرمة شرعًا ، كما في قرار مجمع الفقه الإسلامي السابق الإشارة إليه .
فيكون في الاشتراك في هذه المسابقة نوع من الدعاية لهذا النظام ، وتشجيع للناس على المتاجرة به ، وفي هذا نشر للمنكر وإعانة عليه ، وقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة/2 .
وهناك فرق بين التعامل بهذا النظام لمن استطاع أن يجتنب المعاملات المحرمة فهذا جائز ، وبين الدعاية لهذا النظام ، فهذا غير جائز ، لأن أكثره معاملاته محرمة .
والله أعلم .
تعليق