الأربعاء 15 شوّال 1445 - 24 ابريل 2024
العربية

قالت لأختها : حسبي الله عليك ، فهل عليها إثم ؟

275948

تاريخ النشر : 25-09-2017

المشاهدات : 82062

السؤال

أنا زعلانة من أختي وبس نضارب على أشياء تافهة طبعا هي أختي أصغر مني بسنتين وضاربنا وقلت حسبي الله ونعم الوكيل عليها بس هي الغلطانة أعرف أنه ما يجوز الدعاء على الأهل هل علي إثم في قولي هذا وماذا أفعل ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :

( حسبنا الله ونعم الوكيل ) هي كلمة تفويض والتجاء إلى الله تعالى : أن يكفي القائل ما أهمه ، بما يشاء سبحانه وتعالى ، فمعنى (حسبنا الله) : أي : أن الله تعالى كافينا ما أهمنا .

وأما معنى : ( نعم الوكيل ) أي : أمدح من هو قيِّم على أمورنا ، وقائم على مصالحنا ، وكفيل بنا .

فهذا الذكر، في أصل وضعه ، ليس دعاء استنصار ، وإنما دعاء التجاء واعتصام بالله ، من هم، أو فزع ، أو خوف ، أو كرب ، أو مصيبة .

فيكون لسان حاله ومقاله : الالتجاء إلى الله ، والاكتفاء بحمايته وجنابه العظيم عن الخلق أجمعين .

وينظر جواب السؤال (175548) .

غير أن الناس صاروا يطلقونها في الخصومات ، ويريدون بها الدعاء على الخصم ، بأن يكف الله شره عن الداعي إما بإهلاكه أو إصابته بعجز .. أو بغير ذلك مما يشاؤه الله تعالى ، وهذا الاستعمال شبيه بقولهم : الله أكبر عليك .

فالتكبير في الأصل : هو تعظيم وإجلال لله تعالى .

فإذا قيل : الله أكبر عليك ، صار دعاء على هذا المخاطب ، وكأن المعنى : أن الله أكبر من كل شيء ، وسوف ينتقم لي منك .. أو نحو هذا .

ونحو ذلك : لو قيل : حسبي الله ونعم الوكيل عليك .

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

"وَمن قَالَ : الله أكبر عَلَيْك ، فَهُوَ من نَحْو الدُّعَاء عَلَيْهِ ، فَإِن لم يكن بِحَق ؛ وإلا كَانَ ظَالِما لَهُ؛ يسْتَحق الِانْتِصَار مِنْهُ لذَلِك ، إِمَّا بِمثل قَوْله ، وَإِمَّا بتعزيزه" انتهى من "مختصر الفتاوى المصرية" (ص 78).

وقال الكشناوي المالكي :

"إذا قال الرجل لصاحبه: اللَّه أكبر عليك : فإنه يعزر القائل ؛ إلاَّ أن يعفو عنه خصمه" انتهى من "أسهل المدارك" (3/192) .

وفي منتهى الإرادات (5/142) :

" وَكَدُعَاءٍ عَلَيْهِ ، وَشَتْمِهِ بِغَيْرِ فِرْيَةٍ ، وَكَذَا : اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَيْك ، وَنَحْوُ ذَلِكَ : خَصْمُك اللَّهُ " انتهى .

ثانيا :

لا ينبغي لك أن تدعي على أختك ، فذلك فيه قطع للرحم التي بينكما ، لاسيما والخصومات التي تكون بينكما تكون على أشياء "تافهة" كما تقولين .

والذي ينبغي لك – وأنت أكبر منها- أن تكوني أكثر عقلا وحلما وصبرا وأدبا ، وأن تكوني حريصة على مصلحتها ، فإنك بلا شك تتألمين لآلامها ، وتحزنين لحزنها ، فلا يستهوينك الشيطان ، فتدعي على أختك بشر ، فيستجاب لك ، فتصبحي من النادمين .

فالذي ننصحك به أن تستغفري لأختك ، وتعتذري لها ، وأن تبدئي معها علاقة جديدة خالية من المنازعات والمشاحنات .

وفقكما الله لما يحب ويرضى ، وأصلح أحوالكما .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب