الاثنين 17 جمادى الأولى 1446 - 18 نوفمبر 2024
العربية

لديها طفلة يكثر مرضها وتحتاج الذهاب للمستشفى ليلا فهل يباح لها شراء سيارة من البنك لذلك؟

277490

تاريخ النشر : 17-03-2018

المشاهدات : 1969

السؤال

ابنتي رضيعة ، وهي كثيرة المرض ، وترتفع درجة حرارتها ليلا مما يضطرني لأخذها للمستشفى في وقت متأخر ، إلا أنني أجد صعوبة كبيرة في المواصلات ، وفي بعض الأحيان اضطر للذهاب مشيا ، كما إنني أخرج في الصباح الباكر للعمل ، وآخذها معي لمنزل امرأة ترعاها في غيابي ، فأجبر على الوقوف بها طويلا في الشارع في انتظار سيارة تاكسي ، وكثيرا ما يكون الطقس رديئا حيث تنخفض عندنا في تونس درجات الحرارة كثيرا ، بداية من الخريف مما يجعلها أكثر عرضة للأمراض. سؤالي هنا : هل يعتبر اقتنائي لسيارة عن طريق بنك ربوي من باب الضرورة نظرا لظروفي؟

الجواب

الحمد لله.

لا يجوز شراء السيارة بالتمويل الربوي الذي تقوم به البنوك التجارية، ولا يعدّ ما ذكرت ضرورة تبيح الربا .

ويمكن تلافي ما ذكرت باتخاذ الأسباب، كتقوية مناعة الطفلة، وتدفئتها عند الخروج، والاحتفاظ بالدواء اللازم في البيت، وغير ذلك.

قال الزركشي رحمه الله :" فالضرورة : بلوغه حدّاً إن لم يتناول الممنوع هلك أو قارب كالمضطر للأكل ، واللبس بحيث لو بقي جائعاً أو عرياناً لمات ، أو تلف منه عضو ، وهذا يبيح تناول المحرم .

والحاجة : كالجائع الذي لو لم يجد ما يأكل لم يهلك ، غير أنه يكون في جهد ومشقة ، وهذا لا يبيح المحرَّم" انتهى من " المنثور في القواعد " ( 2 / 319 ) .

والربا كبيرة من كبائر الذنوب، وقد جاء فيها من الوعيد ما لم يأت في غيرها من الذنوب، فالواجب أن يكون بين المؤمن وبين التفكير في الربا حاجز منيع، وزاجر قاطع، حتى لا يلج فيه يوما من الأيام.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) البقرة/278 - 279.

وروى مسلم (1598) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ " .

وينبغي البحث عمن يبيع السيارة بالتقسيط، أو عن البنوك الإسلامية التي تبيعها بالمرابحة، وينظر للفائدة في ذلك: جواب السؤال رقم : (36408) ، ورقم : (119229) .

والله أعلم.

الربا

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب