الحمد لله.
أولا :
المراد بالطمأنينة التي هي ركن في الصلاة ولا تصح إلا بها ، هي : سكون الأعضاء عن الحركة ولو لحظة ، وعند بعض العلماء تكون بقدر الذكر الواجب .
فإذا انحنى المصلي للركوع ، واستقر لحظة يسيرة ، وسكنت أعضاؤه عن الحركة : فقد أتى بالطمأنينة .
وإذا أطال السكون شيئا ما حتى قال سبحان ربي العظيم مرة واحدة ، فقد أتى بالطمأنينة على القول الثاني الذي يجعل وقتها بمقدار الإتيان بالذكر الواجب .
وأما إذا كان ركوعه كهيئة المتأرجح ، ينحني ثم يرفع بدون استقرار ولا لحظة من الزمن ، فهذا لم يأت بالطمأنينة ، ولا تصح صلاته .
ثانيا :
الطمأنينة ليست عملا قلبيا ، فليست هي الخشوع في الصلاة ، ولا الراحة النفسية مع زفرات الهواء أو بدونها ، وإنما هي ما سبق بيانه : سكون الأعضاء عن الحركة .
وإذا تباطأ المأموم عن الحركة حتى يتخلف عن إمامه ففعله غير مشروع حتى لو كان يفعل ذلك ليستجمع ذهنه لتحصل له الطمأنينة القلبية .
فإن كان الإمام يسرع إسراعاً واضحاً يخلُّ في صلاته بالطمأنينة ، ولا تسكن أعضاؤه في كل ركن : فإن الصلاة لا تصح خلفه ، لإخلاله بركن من أركان الصلاة .
أما إذا كانت سرعته نسبية ، بأن كان يحافظ على القدر الواجب من الطمأنينة ، فتجوز الصلاة خلفه ، ويجب على الذي يصلي خلفه أن يتابعه في حركاته دون أن يتخلف عنه .
فإذا تخلفت عنه يسيرا ، لتحصيل الطمأنينة الواجبة : فلا حرج عليك في ذلك .
ثم عليك أن تجتهد في تحصيل الأمرين : متابعة الإمام ، وتحصيل الطمأنينة في حركاتك .
وينظر جواب السؤال (219808) المسألة الثالثة فيه .
والله أعلم .
تعليق